ذكر خبر دارا الأكبر وابنه دارا الأصغر وكيف كان هلاكه مع خبر ذي القرنين وملك دارا بن بهمن بن اسفنديار وكان يلقب جهرازاد يعني كريم الطبع فنزل ببابل وكان ضابطا لملكه قاهرا لمن حوله من الملوك يؤدون إليه الخراج وبنى بفارس مدينة سماها دارا بجرد وحذف دواب البرد ورتبها وكان معجبا بابنه دارا ومن حبه له سماها باسم نفسه وصير له الملك بعده وكان ملكه اثنتين وعشرين سنة.
ثم ملك بعده ابنه دارا وبنى بأرض الجزيرة بالقرب من نصيبين مدينة دارا وهي مشهورة إلى الآن واستوزر إنسانا لا يصلح لها فأفسد قلبه على أصحابه فقتل رؤساء عسكره واستوحش منه الخاصة والعامة وكان شابا غرا جميلا حقودا جبارا سئ السيرة في رعيته وكان ملكه أربع عشرة سنة.