ذكر ملك سليمان بن داود عليه السلام لما توفي داود ملك بعده ابنه سليمان على بني إسرائيل وكان ابن ثلاثة عشرة سنة وآتاه مع الملك النبوة وسأل الله أن يؤتيه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فاستجاب له وسخر له الأنس والجن والشياطين والطير والريح فكان إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطير وقام له الأنس والجن حتى يجلس.
وقيل إنما سخر له الريح والجن والشياطين والطير وغير ذلك بعد أن زال ملكه وأعاده الله سبحانه إليه على ما نذكره.
وكان أبيض جسيما كثير الشعر يلبس البياض وكان أبوه يستشيره في حياته ويرجع إلى قوله فمن ذلك ما قصه الله في كتابه في قوله (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث) الآية وكان خبره أن غنما دخلت كرما فأكلت عناقيده وأفسدته فقضى داود بالغنم لصاحب الكرم فقال سليمان أو غير ذلك أن يسلم الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان ويدفع الغنم ويدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها إلى أن يعود كرمه إلى حاله ثم يأخذ كرمه ويدفع الغنم إلى صاحبها فامضى داود