إلى شيء لم يروا مثله ولم يجدوا ريحا أطيب من ريحها. فقال شمعون يا روح الله أمن طعام الدنيا أم من طعام الجنة فقال المسيح لا من طعام الدنيا ولا من طعام الآخرة إنما هو شيء خلقه الله بقدرته فقال لهم كلوا مما سألتم فقالوا له كل أنت يا روح الله فقال معاذ الله أن آكل منها فلم يأكل ولم يأكلوا منها فدعا المرضى والزمنى والفقراء فأكلوا منها وهم ألف وثلاثمائة فشبعوا وهي بحالها لم تنقص فصح المرضى والزمنى واستغني الفقراء ثم صعدت وهم ينظرون إليها حتى توارت وندم الحواريون حيث لم يأكلوا منها.
وقيل إنها نزلت أربعين يوما كانت تنزل يوما وتنقطع يوما وأمر الله عيسى أن يدعو إليها الفقراء دون الأغنياء ففعل ذلك فاشتد على الأغنياء وجحدوا نزولها وشكوا في ذلك وشككوا غيرهم فيها فأوحى الله إلى عيسى إني شرطت أن أعذب المكذبين عذابا لا أعذب به أحد من العالمين فمسخ منهم ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين رجلا فأصبحوا خنازير فلما رأى الناس ذلك فزعوا إلى عيسى وبكوا وبكى عيسى على الممسوخين فلما أبصرت الخنازير عيسى بكوا وطافوا به وهو يدعوهم بأسمائهم ويشيرون برؤوسهم ولا يقدرون على الكلام فعاشوا ثلاثة أيام ثم هلكوا.
ذكر رفع السيد المسيح إلى السماء ونزوله على أمه وعوده إلى السماء قيل إن عيسى استقبله ناس من اليهود فلما رأوه قالوا قد جاء الساحر ابن الساحرة الفاعل ابن الفاعلة وقذفوه وأمه فسمع ذلك ودعا عليهم