____________________
إليه * وحكى أبو القاسم بن زنجي قال كنت أنا وأبى يوما بين يدي حامد إذ نهض من مجلسه وخرجنا إلى دار العامة وجلسنا في رواقها وحضر هارون بن عمران الجهبذ بين يدي أبى ولم يزل يحادثه فهو في ذلك إذ جاء غلام حامد الذي كان موكلا بالحلاج وأومى إلى هارون أن يخرج إليه فنهض مسرعا ونحن لا ندري ما السبب فغاب عنا قليلا ثم عاد وهو متغير اللون جدا فأنكر أبى ما رأى منه فسأله عن خبره فقال دعاني الغلام الموكل بالحلاج فخرجت إليه فأعلمني أنه دخل إليه ومعه الطبق الذي رسمه أن يقدم إليه في كل يوم فوجده قد ملا البيت بنفسه من سقفه إلى أرضه وجوانبه حتى ليس فيه موضع فهاله ما رأى ورمى بالطبق من يده وعدا مسرعا وأن الغلام ارتعد وانتفض وحم فبينا نحن نتعجب من حديثه إذ خرج إلينا رسول حامد وأذن في الدخول إليه فدخلنا وجرى حديث الغلام فدعا به وسأله عن خبره فإذا هو محموم وقص عليه قصته فكذبه وشتمه وقال فزعت من نيرنج الحلاج وكلاما في هذا المعنى لعنك الله أغرب عنى فانصرف الغلام وبقى على حالته من الحمى مدة طويلة * وحكى أن المقتدر أرسل إلى الحلاج خادما ومعه طائر ميت وقال إن هذه الببغا لولدي أبى العباس وكان يحبها وقد ماتت فإن كان ما تدعى صحيحا فأحى هذه الببغا فقام الحلاج إلى جانب البيت الذي هو فيه وبال وقال من يكن هذه حالته لا يحيى ميتا فعد إلى الخليفة وأخبره بما رأيت وبما سمعت منى ثم قال بلى لي من إذا أشرت إليه أدنى إشارة أعاد الطائر إلى حالته الأولى فعاد الخادم إلى المقتدر وأخبره بما رأى وسمع فقال عد إليه وقل له المقصود إعادة هذا الطائر إلى الحياة فأشر إلى من شئت قال فعلى بالطاثر؟؟ فأحضر الطائر إليه وهو ميت فوضعه على ركبتيه وغطاه