____________________
بكمه ثم تكلم بكلمات ثم رفع كمه وقد عاد الطائر حيا فأعاده الخادم إلى المقتدر وخبره بما رأى فأرسل المقتدر إلى حامد بن العباس وقال له ان الحلاج فعل كذا وكذا فقال حامد يا أمير المؤمنين الصواب قتله والا افتتن الناس به فتوقف المقتدر في قتله * وقال بعض أصحابه صحبته سنة إلى مكة قال وأقام بمكة بعد رجوع الحاج إلى العراق وقال إن شئت أن تعود فعد فانى قد عولت أن أمضى من هنا إلى بلاد الهند * قال وكان الحلاج كثير السياحة كثير الاسفار قال ثم إنه نزل في البحر يريد الهند قال فصحبته إلى بلد الهند فلما وصلنا إليها استدل على امرأة ومضى إليها وتحدث معها ووعدته إلى غد ذلك اليوم ثم خرجت معه إلى جانب البحر ومعها غزل ملفوف وفيه عقدشبه السلم قال فقالت المرأة كلمات وصعدت في ذلك الخيط وكانت تضع رجلها في الخيط وتصعد حتى غابت عن أعيننا ورجع الحلاج وقال لي لأجل هذه المرأة كان قصدي إلى الهند ثم وجد حامد كتابا من كتبه فيه أن الانسان إذا أراد الحج فلم يمكنه أفرد في بيته بناء مربعا لا يلحقه شئ من النجاسات ولا يتطرقه أحد فإذا حضرت أيام الحج طاف حوله وقضى من المناسك ما يقضى بمكة ثم يجمع ثلاثين يتيما ويعمل لهم ما يمكنه من الطعام ويحضرهم ذلك البيت ويقدم لهم ذلك الطعام ويتولى خدمتهم بنفسه ثم يغسل أيديهم ويكسو كل واحد منهم قميصا ويدفع إلى كل واحد سبعة دراهم أو ثلاثة دراهم الشك من أبى القاسم بن زنجي وأن ذلك يقوم له مقام الحج * قال وكان أبى يقرأ هذا الكتاب فلما استوفى هذا الفصل التفت أبو عمر القاضي إلى الحلاج وقال له من أين لك هذا قال من كتاب الاخلاص للحسن البصري قال له أبو عمر كذبت يا حلال الدم قد سمعنا كتاب الاخلاص للحسن البصري بمكة وليس فيه شئ مما ذكرت فكما قال