____________________
أبو عمر يا حلال الدم قال له حامدا كتب بما قلت " يعنى حلال الدم " فتشاغل أبو عمر بخطاب الحلاج فلم يدعه حامد يتشاغل وألح عليه إلحاحا لا يمكنه معه المخالفة فكتب بإحلال دمه وكتب بعده من حضر المجلس فلما تبين الحلاج الصورة قال ظهري حمى ودمى حرام وما يحل لكم أن تتأولوا على بما لا يبيحه اعتقادي الاسلام ومذهبي السنة ولى كتب في الوراقين موجودة في السنة فالله الله في دمى ولم يزل يردد هذا القول والقوم يكتبون خطوطهم حتى كمل الكتاب بخطوط من حضر من العلماء وأنفذه حامد إلى المقتدر بالله فخرج الجواب إذا كان فتوى القضاة فيه بما عرضت فأحضر مجلس الشرطة واضربه ألف سوط فإن لم يمت فتقدم بقطع يديه ورجليه ثم اضرب رقبته وانصب رأسه وأحرق جثته فأحضر حامد صاحب الشرطة وأقرأه التوقيع وتقدم إليه بتسلم الحلاج وإمضاء الامر فيه فامتنع من ذلك وذكر أنه يتخوف أن ينتزع منه فوقع الاتفاق على أن يحضر بعد العتمة ومعه جماعة من غلمانه وقوم على بغال يجرون مجرى الساسة ليجعل على بغل منها ويدخل في غمار القوم وأوصاه بأن لا يسمع كلامه وقال له لو قال لك أجرى لك دجلة والفرات ذهبا وفضة فلا ترفع عنه الضرب حتى تقتله كما أمرت ففعل محمد بن عبد الصمد صاحب الشرطة ذلك وحمله تلك الليلة على الصورة التي ذكرت وركب غلمان حامد معه حتى أوصلوه إلى الجسر وبات محمد بن عبد الصمد ورجاله حول المجلس فلما أصبح يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة أخرج الحلاج إلى رحبة المجلس واجتمع من العامة خلق كثير لا يحصى عددهم وأمر الجلاد بضربه ألف سوط فضرب وما تأوه ولا استعفى * قال فلما بلغ ستمائة سوط قال لمحمد بن عبد الصمد ادع بي إليك فان عندي نصيحة تعدل