____________________
لا يهولنكم هذا فانى عائد إليكم بعد ثلاثين يوما وهذا إسناد صحيح لا شك فيه وهو يكشف حال هذا الرجل أنه كان ممخرقا يستخف عقول الناس إلى حالة الموت أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا القاضي أبو العلاء قال لما أخرج الحسين بن منصور ليقتل أنشد طلبت المستقر بكل أرض * فلم أر لي بأرض مستقرا أطعت مطامعي فاستعبدتني * ولو انى قنعت لكنت حرا (ومن الحوادث في سنة 312) أن نازوك جلس في مجلس الشرطة ببغداد فأحضر له ثلاثة نفر من أصحاب الحلاج وهم حيدرة والشعراني وابن منصور فطالبهم بالرجوع عن مذهب الحلاج فأبوا فضربت أعناقهم ثم صلبهم في الجانب الشرقي من بغداد ووضع رؤسهم على سور السجن في الجانب الغربي (وجمعت أخباره في كتاب) وكان قد صحب الجنيد وعمرو بن عثمان المكي وتمزق في بدايته وجاع وتجرد لكن في رأسه رثاسة وكبر فسلط الله عليه لما تمرد وخرج عن دائرة الايمان من انتقم منه فأفتى العلماء بكفره وقد افتتن به خلق من الرعاع الجهال واتباع كل ناعق عندما رأوا من سحره وشعوذته وحاله وإشارته التي يستعملها متأخر والصوفية بحيث أنهم تألهوه ودانوا بربوبيته وقد اعتذر الإمام أبو حامد عنه في مشكاة الأنوار وأخذ يتأول أقواله على محامل حسنة بعيدة من الخطاب العربي الظاهر قال أبو سعيد النقاش في تاريخ الصوفية منهم من نسبه إلى السحر ومنهم من نسبه إلى الزندقة وحكى أبو عبد الرحمن السلمي اختلاف الطائفة فيه ثم قال هو إلى الرد أقرب وكذا حط عليه الخطيب وأوضح سحره وضلاله وضلله ابن الجوزي وقال ابن خلكان أفتى أكثر علماء عصره بإباحة دمه وقال أبو بكر بن أبي سعد إن الحلاج مموه ممخرق وعن عمرو بن عثمان المكي قال سمعني الحلاج وأنا أقرأ القرآن فقال يمكنني أن أقول مثله فقلت إن قدرت عليك لأقتلنك وقال أبو يعقوب الاقطع وجعفر الخلدى الحلاج كافر خبيث