أولئك قوم خيم الملك فيهم * فشدت أو أخيه ومدت له الطنب بهم غزونا أما سألت وحجنا * فشق لما أسمعت جيبك وانتحب أيا أهل غرب الله أظلم أمركم * عليكم فأنتم في نكوب وفى حرب ولو كانت الدنيا مطية راكب * لكان لكم منها بما حزتم الذنب قال محمد بن يحيى الصولي فلما صنعت هذا الشعر عن عهد الخليفة إلى أوصلني إلى نفسه فأنشدته جميعه فلما فرغت من الانشاد قال علي بن عيسى للخليفة يا سيدي هذا عبدك الصولي وكان جده محمد الصولي حادي عشر النقباء وهو الذي أخذ البيعة للسفاح مع أبي حميد قال فنظر إلى كالاذن لي في الكلام فتكلمت ودعوت قال فأمر لي بعشرة آلاف درهم وكتب أبو القاسم إلى أهل مكة يدعوهم إلى الدخول في طاعته ويعدهم بحسن السيرة فيهم فأجابوه إن لهذا البيت ربا يدفع عنه ولن نؤثر على سلطاننا غيره وبقى أبو القاسم الشيعي بالفيوم ومؤنس بمصر وكل واحد منهما محجم عن لقاء صاحبه وساءت أحوال من بينهما ومعهما * وفى هذه السنة غلت الأسعار ببغداد فظنت العامة أن ذلك من فعل حامد بن العباس بسبب ضمانه للمقتدر وما كان ضمنه وأنه هو منع من حمل الأطعمة إلى بغداد فشغبوا عليه وسبوه وفتحوا السجون وكبسوا دار صاحب الشرطة محمد بن عبد الصمد وكان ينزل في الجانب الشرقي في الدار المعروفة لعلي بن الجهشيار وانتهبوا بعض دوابه وآلته حتى تحول إلى باب خراسان إلى الجانب الغربي ووثب الناس به في الجانب الغربي أيضا حتى ركب إليهم محمد بن عبد الصمد في جيش كثيف في السلاح فارتدعوا وقتل قوم من العامة بباب الطاق وسعر السلطان على الدقاقين فكان ذلك أشد على الناس وأعظم وأشار فصر؟؟ الحاجب أن يترك الناس ولا يسعر عليهم فكان ذلك صوابا وصلح أمر السعر وأقام الحج للناس في هذه السنة أحمد بن العباس أخو أم موسى
(٥٨)