بالشكر والقبول وركب الوزير حامد وعلي بن عيسى إلى الجمعة وكثر دعاء الناس لهما وولى ابن حماد الموصلي مناظرة ابن الفرات بحضرة شفيع اللؤلؤي وأحضر حامد بن العباس المحسن بن علي بن محمد بن الفرات وموسى بن خلف فطالبهما بالمال وأسرف في صفعهما وضربهما وشتمهما فقال له موسى بن خلف أعز الله الوزير لاتسن هذا على أولاد الوزراء فان لك أولادا فغاظه ذلك فزاد في عقوبته فحمل من بين يديه وتلف وأوقع بالمحسن فأمر المقتدر بالله باطلاق المحسن فأطلق ولما بلغ ابن الفرات الخبر أظهر أنه رأى أخاه في النوم كأنه يقول له أعطهم مالك فإنك تسلم فاستدعى ابن الفرات أن يسمع الخليفة منه فأحضره فأقر له بأن له قبل يوسف بن بنخاس وهارون بن عمران الجهبذين اليهوديين سبعمائة ألف دينار فأحضرهما حامد فأقرا بالمال فأخذه منهما وأقر بمائة ألف دينار له عند بعض أسبابه فأخذت وأخذوا قبل ذلك منه نحو مائتي ألف دينار فكانت الجملة التي أخذت منه ومن أسبابه ألف ألف دينار وكان السلطان أنفذ جمازات إلى الحسين بن أحمد الماذرائي يأمره بالقدوم فأرجف الناس ان ذلك للوزارة وقيل أيضا ليحاسب عن أعماله فقدم إلى بغداد للنصف من شهر رمضان سنة 6 وأهدى إلى الخليفة هدايا جليلة وإلى السيدة وحمل مالا وأهدى إلى علي بن عيسى مالا وهدايا فردها وأمره أن يحملها إلى السلطان وأخرج ابن الفرات واجتمعت الجماعة لمناظرته فأقر الحسين بن أحمد انه حمل إليه عند تقلده الوزارة في الدفعة الثانية ستمائة ألف دينار فأقر بوصول المال إليه وذكر وجوها يترفه فيها فقبل بعض ذلك وألزم الباقي ورد الحسين بن أحمد على مصر وأعمالها وأخوه على الشأم وشخص إليها لست بقين من ذي القعدة وخرج توقيع الخليفة بإسقاط جميع ما صودر عليه الحسين بن أحمد وابن أخيه محمد بن علي بن أحمد والاقتصار بهما من جميع ذلك على مائتي ألف دينار * وورد الخبر يوم التروية سنة 306 بأن أحمد بن قدام ابن أخت سبكرى وكان أحد قواد كثير بن أحمد أمير سجستان وثب على كثير فقتله وملك البلد وكاتب السلطان بمقاطعته على
(٥٢)