منها خمسين ألفا إلى بيت المال وصانعوا الوزير ابن خاقان وابنه وابن ثوابة بمال كثير وصادر ابن ثوابة جماعة على مائة ألف دينار فحمل منها ابن الجصاص عشرين ألفا وفرضت البقية على جماعة منهم ابن أبي الشوارب القاضي وغيره وظهر في هذا العام ضعف أمر محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير وتغلب ابنه عبد الله عليه وتحكمه في الأمور دونه وكثر التخليط من محمد في رأيه وجميع أمره فكان يولى العمل الواحد جماعة في أسبوع من الأيام وتقدم بالمصانعات حتى قلد عمالة بادوريا في أحد عشر شهرا أحد عشر عاملا وكان يدخل الرجل الذي قد عرفه دهرا طويلا فيسلم عليه فلا يعرفه حتى يقول له أنا فلان بن فلان ثم يلقاه بعد ساعة فلا يعرفه (وفيها) ورد الخبر بانخساف جبل بالدينور يعرف بالتل وخروج ماء كثير من تحته غرقت فيه عدة من القرى وورد الخبر أيضا بانخساف قطعة عظيمة من جبل لبنان وسقوطها إلى البحر وكان ذلك حدثا لم ير مثله (وفيها) ورد كتاب صاحب البريد بالدينور يذكر أن بغلة هناك وضعت فلوة ونسخة كتابه (بسم الله الرحمن الرحيم) الحمد لله الموقظ بعبره قلوب الغافلين والمرشد بآياته ألباب العارفين الخالق ما يشاء بلا مثال ذلك الله البارئ المصور في الأرحام ما يشاء وأن الموكل بخبر التطواف بقر ما سين رفع يذكر أن بغلة لرجل يعرف بأبي بردة من أصحاب أحمد بن علي المري وضعت فلوة ويصف اجتماع الناس لذلك وتعجبهم لما عاينوا منه فوجهت من أحضرني البغلة والفلوة فوجدت البغلة كمتاء خلوقية والفلوة سوية الخلق تامة الأعضاء منسدلة الذنب سبحان الملك القدوس لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب * وكان المقتدر لما رأى عجز محمد بن عبيد الله الوزير وتبلده قد أنفذ أحمد بن العباس أخا أم موسى الهاشمية إلى الأهواز ليقدم بأحمد بن محمد بن يحيى المعروف بابن أبى البغل ليوليه الوزارة فخرج إليه وأقبل به حتى صار بواسط فلما قرب من دار السلطان سلم أحمد بن العباس على أحمد بن محمد بالوزارة وحمل إليه ثلاثة آلاف دينار فاتصل الخبر بمحمد بن عبيد الله الوزير من قبل حاشيته وعيونه فركب إلى الدار وصانع جماعة من الخدم والحرم وضمن
(٢٨)