من كان في عسكر مونس أنهم أسروا (وفى هذه السنة) أمرت السيدة أم المقتدر قهرمانة لها تعرف بمثل أن تجلس بالرصافة للمظالم وتنظر في كتب الناس يوما في كل جمعة فأنكر الناس ذلك واستبشعوه وكثر عيبهم له والطعن فيه وجلست أول يوم فلم يكن لها فيه طائل ثم جلست في اليوم الثاني وأحضرت القاضي أبا الحسن فحسن أمرها وأصلح عليها وخرجت التوقيعات على سداد فانتفع بذلك المظلومون وسكن الناس إلى ما كانوا نافروه من قعودها ونظرها (وفيها) أمر المقتدر يمنا الطولوني وكانت إليه الشرطة ببغداد بأن يجلس في كل ربع من الأرباع فقيها يسمع من الناس ظلاماتهم ويفتى في مسائلهم حتى لا يجرى على أحد ظلم وأمره ألا يكلف الناس ثمن الكاغد الذي تكتب فيه القصص وأن يقوم به وألا يأخذ الأعوان الذين يشخصون مع الناس أكثر من دانقين في أجعالهم (وفى هذه السنة) استطاب المقتدر الزبيدية فسكنها وأقام بها مدة ونقل إليها بعض الحرم ورتب القواد في مضاربهم حوالي الزبيدية وجلس في يوم سبت لاطعامهم ووصل جماعة منهم وشرب مع الحرم وفرق عليهن مالا كثيرا * قال محمد ابن يحيى الصولي ووافق هذا اليوم قصدي إلى نصر الحاجب مسلما عليه فأمرني بعمل شعر أصف فيه حسن النهار وأن أوصله إلى المقتدر ففعلت وما برحت من عنده حتى جاء خادم لام موسى ومعه خمسة آلاف درهم فقال هذه للصولي وقد استحسن أمير المؤمنين الشعر وكان أولها لها كل يوم من تعتبه عتب * تحملني ذنبا وما كان لي ذنب (وفيها) كواكب سعد قابلتها منيرة * فلا شخصها يخفى ولا نورها يخبو وأطلع أفق الغرب شمس خلافة * وما خلت أن الشمس يطلعها الغرب تلبس حسنا بالخليفة جعفر * وأشرق من إشراقه البعد والقرب بمقتدر بالله عال على الهوى * له من رسول الله منتسب رحب ولها هزم ابن أبي الساج مونسا الخادم أرجف الناس بالوزير ابن الفرات وأكثروا الطعن عليه ونسبوا كل ما حدث إلى تضييعه وانكفى عليه أعداؤه
(٥٠)