ليناظر بحضرته فنسب أبو الطيب بفعله ذلك إلى العجز وقال فيه بعض الشعراء بمصر شعرا ذكرته لما فيه من مذهبهم في شنعة التعذيب والاستقصاء يا أبا الطيب الذي أظهر الله * به العدل ليس فيك انتصار قد تأنيت وانتظرت فهل بعد * تأنيك وقفة وانتظار جد بالخائن البخيل فكشفه * ففي كشفه عليه دمار أين ضرب المقارع الارزنيات * وأين الترهيب والانتهار أين صفع القفا وأين التهاويل * إذا علقت عليه الثفار أين ضيق القيود والألسن الفظة * أين القيام والأخطار أين عرك الآذان واللطم للهام * وعصر الخصا وأين الزيار أين نتف اللحا وشد الحيازيم * وأين الحبوس والمضمار ليس يرضى بغير ذا منك سلطانك * فاشدد فإن رفقك عار فبهذا يجيك مالك فاسمع * وإليك الخيار والاختيار وقبض ببغداد على ابن أخت إبراهيم بن أحمد الماذرائي وهو أبو الحسين محمد بن أحمد وكان يكتب لبدر الحمامي ويخلف أبا زنبور وأبا بكر محمد بن علي وطالبه ابن الفرات بأموال فأغرمه وأخذ جميع ما وجد له في داره (وفى هذه السنة) ورد الخبر بأن الحسن بن خليل بن ريمال أمير البصرة من قبل شفيع المقتدري أساء السيرة في البصرة ومديده إلى أمور قبيحة ووظف على الأسواق وظائف فوثبوا به فركب وأحرق السوق التي حول الجامع وركضت خيله في المسجد وقتلوا جماعة من العامة ممن كان في المسجد ولم تصل الجمعة في ذلك اليوم ثم كثر أهل البصرة فحاصروه في داره بموضع يعرف ببنى نمير واجتمع أصحابه إليه إلى أن تقدم المقتدر إلى شفيع المقتدري بعزله فعزله وولى رجلا من أصحابه يعرف بابن أبى دلف الخزاعي فانحدر وأفرج أهل البصرة للحسن بن خليل حين خرج وقد كان أهل البصرة طلقوا المحبوسين ومنعوا من صلاة الجمعة شهرا متواليا * (وفى هذه السنة) ورد رجل من عسكر ابن أبي الساج يعرف بكلب الصحراء في الأمان فذكر أنه
(٤٦)