مليح اللفظ حسن الخط جوادا يعطى العطايا الجزيلة ويقدم الأيادي الجليلة، وصل عبد الله بن حمدون من ماله في مدة ولايته بتسعين ألف دينار إلى ما وصل به غيره وأعطاه كثيرا ممن كان أمله (وفى هذه السنة) رضى عن القاضي محمد بن يوسف وقلد الشرقية وعسكر المهدى وخلع عليه دراعة وطيلسان وعمامة سوداء وركب من دار الخليفة إلى مسجد الرصافة فصلى ركعتين ثم قرئ عليه عهده بالولاية * وفيها ورد الخبر بوثوب أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان بالموصل ومعه جماعة من الأكراد وكانوا أخواله لان أمه كردية وأغاث الجند أهل الموصل فقتلت بينهم مقتلة عظيمة وصار أبو الهيجاء إلى الأكراد وتأمر عليهم كالخالع للطاعة * وتظلم أهل البصرة من عاملهم محمد بن إسحاق بن كنداج وشكوا به إلى علي بن عيسى الوزير فعزله عنهم بعد أن استأمر فيه المقتدر لئلا يستبد بالرأي دونه وولى البصرة نجحا الطولوني ثم ولى محمد بن إسحاق بن كنداج الدينور وولى سليمان بن مخلد ديوان الدار وكتابة غريب خال المقتدر وولى علي بن عيسى إبراهيم أخاه ديوان الجيش واستخلف عليه سعيد بن عثمان والحسين بن علي * وفى شهر ربيع الآخر من هذه السنة دخل مونس الخادم مدينة السلام ومعه أبو الهيجاء قد أعطاه أمانا فخلع على مونس وعليه * وقلد نصر القشوري مع الحجابة التي كان يتولاها ولاية السوس وجندي سابور ومناذر الكبرى ومناذر الصغرى فاستخلف على جميع ذلك يمنا الهلالي الخادم (وفى هذه السنة) أغارت الأتراك على المسلمين بخراسان فسبت منهم نحو عشرين ألفا إلى ما ذهبت به من الأموال وقتلت من الرجال فخرج إليهم أحمد ابن إسماعيل وكان واليها في جيوش كثيرة واتبعهم فقتل منهم خلقا كثيرا واستنقذ بعض الاسرى وأوفد إلى السلطان رجلا شيخا يعرف بالحمادى يستحمد إليه بفعله بالأتراك ويخطب إليه شرطة مدينة السلام وأعمال فارس وكرمان فأجيب إلى كرمان وحدها وكتب له بها كتاب عهد * وفى جمادى الآخرة من هذه السنة أطلق محمد بن عبيد الله الذي كان وزيرا وابنه عبد الله
(٣٠)