فاعرض عنى ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه قال فقام أبو دجانة سماك ابن خرشة فقال أنا آخذه بحقه وما حقه قال حقه ألا تقتل به مسلما وأن لا تفر به عن كافر قال فدفعه إليه قال وكان إذا أراد القتال أعلم بعصابة قال فقلت لأنظرن اليوم ما يصنع قال فجعل لا يرتفع له شئ إلا هتكه وأفراه حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن فيهن امرأة تقول نحن بنات طارق * إن تقبلوا نعانق ونبسط النمارق * أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق قال فرفع السيف ليضربها ثم كف عنها قال قلت كل عملك قد رأيت أرأيت رفعك للسيف على المرأة بعد ما أهويت به إليها فقال أكرمت سيف رسول الله أن أقتل به امرأة (رجع الحديث إلى حديث أبي إسحق) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ هذا السيف بحقه فقام إليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خراشة أخو بنى ساعدة فقال وما حقه يا رسول الله قال أن تضرب به في العدو حتى ينحنى فقال أنا آخذه بحقه يا رسول الله فأعطاه إياه وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب إذا كانت وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء يعصبها على رأسه علم الناس أنه سيقاتل فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ عصابته تلك فعصب بها رأسه ثم جعل يتبختر بين الصفين * فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن رجل من الأنصار من بنى سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر إنها لمشية يبغضها الله عز وجل إلا في هذا الموطن وقد أرسل أبو سفيان رسولا فقال يا معشر الأوس والخزرج خلوا بيننا وبين ابن عمنا ننصرف عنكم فإنه لا حاجة لنا بقتالكم فردوه بما يكره * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم ابن عمر بن قتادة أن أبا عامر عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان بن أمة أحد بنى ضبيعة وقد كان خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم معه
(١٩٥)