إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استجابوا له فاسلموا وصلوا فكان هؤلاء الثمانية نفر الذين سبقوا إلى الاسلام فصلوا وصدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء به من عند الله ثم تتابع الناس في الدخول في الاسلام الرجال منهم والنساء حتى فشا ذكر الاسلام بمكة وتحدث به الناس * وقال الواقدي في ذلك ما حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد عنه اجتمع أصحابنا على أن أول أهل القبلة استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ثم اختلف عندنا في ثلاثة نفر في أبى بكر وعلى وزيد بن حارثة أيهم أسلم أول قال وقال الواقدي أسلم معهم خالد بن سعد بن العاص خامسا وأسلم أبو ذر قالوا رابعا أو خامسا وأسلم عمرو بن عبسة السلمي فيقال رابعا أو خامسا قال فإنما اختلف عندنا في هؤلاء النفر أيهم أسلم أول وفى ذلك روايات كثيرة قال فيختلف في الثلاثة المتقدمين وفي هؤلاء الذين كتبنا بعدهم * حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مصعب بن ثابت قال حدثنا أبو الأسود محمد ابن عبد الرحمن بن نوفل قال كان اسلام الزبير بعد أبي بكر كان رابعا أو خامسا * وأما ابن إسحاق فإنه ذكر ان خالد بن سعيد بن العاص وامرأته همينة بنت خلف ابن أسعد بن عامر بن بياضة من خزاعة أسلما بعد جماعة كثيرة غير الذين ذكرتهم بأسمائهم انهم كانوا من السابقين إلى الاسلام ثم إن الله عز وجل أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما جاءه منه وأن يبادي الناس بأمره ويدعو إليه فقال له اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين وكان قبل ذلك في السنين الثلاث من مبعثه إلى أن أمر باظهار الدعاء إلى الله مستسرا مخفيا أمره صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه (وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون) قال وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا من قومهم فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فناكروهم
(٦١)