من أموالهم يقال لها بئر أنا فنلاحق به الناس فأتاه رجال من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة لشئ لم يكن لهم منه بد من حربهم وأبوا أن يصلوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأتوا بني قريظة فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثني أبي عن علقمة عن عائشة قالت ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد قبة في المسجد ووضع السلاح يعنى عند منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع المسلمون السلاح فجاءه جبريل عليه السلام فقال أوضعتم السلاح فوالله ما وضعت الملائكة بعد السلاح اخرج إليهم فقاتلهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلامته فلبسها ثم خرج وخرج المسلمون فمر ببنى غنم فقال من مر بكم قالوا مر علينا دحية الكلبي وكان يشبه سنته ولحيته ووجهه بجبريل عليه السلام حتى نزل عليهم وسعد في قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فحاصرهم شهرا أو خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد عليهم الحصار قيل لهم أنزلوا على حكم رسول الله فأشار أبو لبابة بن عبد المنذر أنه الذبح فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلوا على حكمه فنزلوا فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمار بإكاف من ليف فحمل عليه قالت عائشة لقد كان برأ كلمه حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق) قال وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب وقد كان حيى بن أخطب دخل على بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان وفاء لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه فلما أيقنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منصرف عنهم حتى يناجزهم قال كعب بن أسد لهم يا معشر يهود إنه قد نزل بكم من الامر ما ترون وإني عارض
(٢٤٦)