الله صلى الله عليه وسلم فرفع صوته وتكلم فعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام حتى أتاه فانطلقا ورجل رسول الله صلى الله عليه وسلم تستن دما حتى انتهى إلى الغار مع الصبح فدخلاه وأصبح الرهط الذين كانوا يرصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلوا الدار وقام علي عليه السلام عن فراشه فلما دنوا منه عرفوه فقالوا له أين صاحبك قال لا أدرى أو رقيبا كنت عليه أمرتموه بالخروج فخرج فانتهروه وضربوه وأخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه ونجى الله رسوله من مكرهم وأنزل عليه في ذلك (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (قال أبو جعفر) وأذن الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم عند ذلك بالهجرة فحدثنا علي بن نصر الجهضمي قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا أبي قال حدثنا أبان العطار قال حدثنا هشام بن عروة عن عروة قال لما خرج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقبل أن يخرج يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل هذه الآية التي أمروا فيها بالقتال استأذنه أبو بكر ولم يكن أمره بالخروج مع من خرج من أصحابه حبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له انظرني فإني لا أدرى لعلى يؤذن لي بالخروج وكان أبو بكر قد اشترى راحلتين يعدهما للخروج مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فلما استنظره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بالذي يرجو من ربه أن يأذن له بالخروج حبسهما وعلفهما انتظار صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسمنهما فلما حبس عليه خروج النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر أتطمع أن يؤذن لك قال نعم فانتظره فمكث بذلك فأخبرتني عائشة أنهم بينا هم ظهرا في بيتهم وليس عند أبي بكر إلا ابنتاه عائشة وأسماء إذا هم برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قام قائم الظهيرة وكان لا يخطئه يوما أن يأتي بيت أبى بكر أول النهار وآخره فلما رأى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم جاء ظهرا قال له ما جاء بك يا نبي الله إلا أمر حدث فلما دخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم البيت قال
(١٠١)