عمرو بن خالد بن جذيمة يخبطون (1) عضيدها ويأكلون حصيدها (2)، ويرشحون خضيدها (3) حتى ظعنا منها، ثم إن قيس بن معاوية وإياد بن نزار نزلوها، فلم يصلوا بها حبلا، ولم يجعلوا لها أكلا، ولم يرضوا بها آخرا، ولا أولا، فلما أثرى ولدهم، وكثر عددهم، وتناسوا بينهم حسن البلاء، وقطعوا منهم عقد الولاء، فصارت الحرب بينهم حتى أفنى بعضهم بعضا، قال: رد علينا بلدنا يا رسول الله، قال فوافق عند رسول الله الأخنس بن شريق (4) والأسود بن مسعود الثقفيين، فقال الأسود مجيبا له: يا رسول الله، إن بني هلال بن هدلول بن هوذاء بن ثمود كانوا ساكنين بطن وج بعدها آل مهلائيل بن قينان، فعطلت منازلها، وتركت مساكنها خرابا، وبناءها يبابا (1)، فتحامتها العرب تحاميا، وتجافت عنها تجافيا،
(٥٥٦)