تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٢ - الصفحة ٥٦٠
عليه وسلم فقام طهفة بن زهير النهدي (1) فقال: يا رسول الله جئناك من غوري تهامة (2) على أكوار الميس (3)، ترمي بنا العيس (4)، نستعضد البربر (5)، ونستحلب الصبير (6)، ونستخلب الخبير (7)، ونستخبل الرهام (8)،
(١) في النهاية في غريب الحديث ٥: ٤٠١، وأسد الغابة ٣: ٦٦ طهفة بن زهير النهدي، وفي الإصابة ٢: ٢٢٧ طهية بن أبي زهير النهدي، وقال أبو عمر: هو طهفة ابن زهير النهدي، قاله بالفاء، وضبطه غيره بالياء المثناة التحتانية بدل الفاء، وفي الفائق في غريب الحديث ٢: ٤ طهفة بن أبي زهير النهدي، وفي الاستيعاب ٢: ٢٣٠ طهفة ابن زهير النهدي، وفي العقد الفريد ٢: ٥٣ " طهفة بن أبي زهير النهدي " قال الزرقاني في المواهب " ٤: ١٩٢ " هذا لفظ عمران، ولفظ على " طخفة " بالخاء المعجمة وفي المواهب " ابن رهم " وقيل ابن زهير، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في ستة تسع حين وفد أكثر العرب، فكلمه بكلام فصيح، وأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله، وكتب له كتابا إلى قومه بني نهدين زيد.
(٢) الغور - بالفتح ثم السكون وآخره راء: وأصله ما تداخل من الأرض وانهبط، وهو وتهامة اسمان لمسمى واحد، وقال ياقوت: كل ما وصفنا به تهامة فهو من صفة الغور. قال أعرابي:
أراني ساكنا من بعد نجد * بلاد الغور والبلد التهاما وقيل الغور، تهامة وما يلي اليمن، وقيل ما بين ذات عرق إلى البحر غور وتهامة، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج. ويقال تهامة: تساير البحر، ومنها مكة والحجاز (مراصد الاطلاع ٢: ١٠٠٤، ١: ٢٨٣).
(٣) أكوار الميس: جمع كور بالضم وهو رحل البعير، والميس: خشب صلب تعمل منه الأكوار.
(٤) العيس: الإبل.
(٥) نستعضد البرير: البرير: ثمر الأراك إذا اسود وبلغ، ومعنى نستعضد البرير:
أي نأخذه من شجره فنأكله للجدب، من العضد وهو القطع.
(٦) نستحلب الصبير: الصبير: السحاب الكثيف والمتراكم وهو من الصبر بمعنى الحبس كأن بعضه صبر على بعض.
ونستحلب: نستدر ونستمطر (الفائق ٢: ٦، النهاية في الغريب ١: ٤٢٢).
(٧) ونستخلب الخبير: الخبير: النبات والعشب، واستخلابه احتشاشه بالمخلب، وهو المنجل، ونستخلب من الخلب وهو القطع والمزق، من خلب السبع الفريسة يخلبها، ويخلبها إذا شقها ومزقها، ومنه المخلب، وقد قيل للمنجل المخلب (الفائق ٢: ٦).
(٨) نستخبل الرهام: الرهام هي الأمطار الضعيفة، واحدتها رهمة، وقيل الرهمة أشد وقعا من الديمة، والاستخالة أن تظنه خليقا بالأمطار. (الفائق ٢: ٥، والنهاية في الغريب 2: 93).