تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٢ - الصفحة ٤٦٩
يا رسول الله؟ قال: " إذا رأته هبته وفرقت منه ". قال: ما فرقت من شئ قط، فانطلق عبد الله يتوصل بالناس ويعتزي إلى خزاعة، ويخبر من لقي أنما يريد سفيان ليكون معه، فلقي سفيان وهو ببطن عرنة وراءه الأحابيش (1) من حاضرة مكة، قال عبد الله: فلما رأيته هبته وفرقت منه، فقلت: صدق الله ورسوله، ثم كمنت حتى هدأ الناس، ثم اعتورته فقتلته، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بقتله قبل قدوم عبد الله، وحكوا - والله أعلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عصاه، فقال " تخصر (2) بها - أو أمسكها " فكانت - زعموا - عنده حتى أمر بها فجعلت في كفنه بين جلده وثيابه. ولا ندري من أين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن أنيس إلى ابن نبيح، أمن المدينة أم من غيرها؟.
(قدوم عروة بن مسعود وإسلامه) (3) * حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثني محمد بن فليح،

(١) الأحابيش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة، قال ابن إسحاق إن الأحابيش هم بنو الهون وبنو الحارث من كنانة وبنو المصطلق من خزاعة، تحبشوا أي تجمعوا، فسموا بذلك، نقله السهيلي في الروض، والمراد بالأحابيش هنا أخلاط الناس ممن انضم إليهم لمحاربة الرسول صلى الله عليه وسلم (السيرة الحلبية ٢: ٢٨٨، تاج العروس " حبش ").
(٢) التخصر: الاتكاء على قضيب ونحوه. (الزرقاني ٢: ٧٦، المغازي للواقدي ٢: ٥٣٣)، وفي السيرة الحلبية ٢: ٢٨٨ ".. فوضعت رأسه بين يديه وأخبرته خبري فدفع لي عصا وقال: تخصر بهذه في الجنة - أي توكأ عليها - فإن المتخصرين في الجنة قليل.
(٣) الإضافة عن المغازي للواقدي ٣: ٩٦٠. وهو: عروة بن مسعود بن معتب ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف وهو عم والد المغيرة بن شعبة ابن عامر بن مسعود يجتمعان في مسعود، ذكر ابن إسحاق أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف من ثقيف اتبع أثره عروة بن مسعود بن معتب، فأدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم.. الحديث. ولعروة ولد يقال له أبو المليح أسلم بعد قتل أبيه (أسد الغابة ٣: ٤٠٥، الإصابة ٢: ٤٧٠).
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»
الفهرست