تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٢ - الصفحة ٦٢٨
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفرق ويأمر بالفرق وينهى عن السكينية (1).
* حدثنا غندر قال، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله ابن عبد الله قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأهل الكتاب يسدلون شعرهم والمشركون يفرقون، وكان إذا شك في أمر صنع ما يصنع أهل الكتاب، فكان يسدل، فترك ذاك وفرق، فكان الفرق آخر الامرين.
* حدثنا حبان (2) قال (حدثنا (3) همام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه.
ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر * كان قيس بن نشبة (السلمي (4) بن أبي عامر بن حارثة بن عبد

(١) السكينية: لعلها منسوبة إلى ما كانت تفعله سكينة بنت الحسين في شعرها.
(تاج العروس، أقرب الموارد " سكن ").
(٢) حبان بن هلال الباهلي، أو الكناني، أبو حبيب المصري. الحافظ، عن معمر وشعبة وهمام وخلق، وعنه ابن المديني وإسحاق الكوسج وعبد بن حميد. قال ابن سعد:
كان ثقة حجة، مات سنة ست وعشرين ومائتين (الخلاصة للخزرجي ص ٥٩).
(٣) بياض بالأصل بمقدار كلمة، والمثبت عن ترجمة همام السابقة وفيها أن حبان ابن هلال الباهلي يروي مباشرة عن همام وشعبة ومعمر.
وفي طبقات ابن سعد ١: ٤٢٨ ورد هذا الحديث مرويا عن سليمان أبي داود الطيالسي وعمرو بن عاصم الكلابي عن همام عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر. قال أبو داود: يبلغ منكبيه. وقال عمرو: يضرب منكبيه.
(٤) الإضافة عن أسد الغابة ٤: ٢٢٨، والإضافة 3: 249. وترجمته فيهما:
هو قيس بن نشبة السلمي - بضم النون وسكون المعجمة - عم العباس بن مرداس. وفد قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رسول من ورائي من قومي وهم لي مطيعون، وإني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحي إليه. فسأله عن السماوات، فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم السماوات السبع والملائكة وعبادتهم، وذكر الأرض وما فيها فأسلم ورجع إلى قومه فقال: يا بني سلم. قد سمعت برجمة الروم وفارس، وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئا من كلامهم، فأطيعوني في محمد، فإنكم أخواله، فإن ظفر تنتفعوا به وتستعدوا، وإن تكن الأخرى لم تقدم العرب عليكم، فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر فما برحت حتى لان بكلامه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسميه حبر بن سليم، وكان إذا افتقده يقول: يا بني سليم أين حبركم؟ فقال قيس بن نشبة:
تابعت دين محمد ورضيته * كل الرضا لأمانتي ولديني ....... الأبيات
(٦٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 ... » »»
الفهرست