وقدم عليه قدر بن عمار (1) في وفد بني سليم فأسلم، وكان جميلا وسيما، وقال في إسلامه:
عقدت يميني إذ أتيت محمدا * بخير يد شدت بحجزة مئزر (2) وذاك امرؤ قاسمته شطر دينه * ونازعته قول امرئ غير أعسر وإن امرأ فارقته عند يثرب * لخير نصيح من معد وحمير وكان خرج إلى بلاد قومه في الوفد، ووعدوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يوافوه لنصره على أهل حنين، فرجع أصحابه وليس فيهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين الغلام الحسان الصدوق الايمان، الطليق اللسان؟ قالوا: مات. وفي موعدهم النبي، قال عباس ابن مرداس:
سرينا وواعدنا قديدا محمدا (3) * يؤم بنا أمرا من الله محكما يجوس العدا بالخيل لاحقة الكلى * وتدعو إذا جن الظلام مقدما