تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ٢ - الصفحة ٧١٤
لو اجتمعتم على قارئ واحد كان أمثل، (ثم عزم فجمعهم (1) على أبي بن كعب، ثم جاء من العالية (2) وقد اجتمعوا على واتفقوا فقال نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يصلون، وكان الناس يصلون أول الليل ويرقدون آخره.
* حدثنا أحمد بن عيسى قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثني بكر بن مضر، وعبد الرحمن بن سلمان، عن ابن العماد، أن قيس بن عبد الملك بن مخرمة حدثه عن ابن المغيرة عطاء ابن جبير قال: بينما نحن ذات ليلة في المسجد في رمضان إذ جاء عمر رضي الله عنه وفي يده الدرة حتى جلس على المنبر فقال: أيها الناس، ما هذا الاختلاف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فلان أقرأ للقرآن من فلان، وفلان أحصر للقرآن من فلان، وفلان أعلم بالقرآن من فلان، أتفعلون هذا وأنتم أنتم، فكيف بمن بعدكم؟
إني أبتر هذا. يصلون بالناس في هذا المسجد فمن أحب أن يصلي معهم فليصل بصلاتهم، ومن كان لا يريد أن يصلي معمهم فليرجع إلى بيته حتى يفرغوا، ثم يرجع إلى المسجد إن أحب. قال عطاء: فأمر أبا حثمة (3) وأبي بن كعب، ومعاذا فكانوا يصلون بالناس.

(١) اضطراب في العبارة، والمثبت عن منتخب كنز العمال ٣: ٣١٥.
(٢) العالية: كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها إلى تهامة (مراصد الاطلاع ٢: ٩١١).
(٣) هو عبد الرحمن بن ساعدة، ويقال عامر بن ساعدة، ويقال عامر بن عدي ابن مجدعة بن حارثة الأوسي الأنصاري، والد سهل، ودليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد، وشهد معه المشاهد كلها، توفي في آخر خلافة معاوية (أسد الغابة ٥: ١٦٩ الاستيعاب ٤: ٤١ - الإصابة ٤: ٤٢).
(٧١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 709 710 711 712 713 714 715 716 717 718 719 ... » »»
الفهرست