تاريخ المدينة - ابن شبة النميري - ج ١ - الصفحة ١٨٩
حويصة ومحيصة، والأخرى أخت حذيفة بن اليمان (1)، أعطى كل واحدة مثل سهم رجل. وقدم عليه هناك وفد الطفيل بن عمرو الدوسي (2)، وفيهم أبو هريرة، وذلك حين هاجروا، فزعموا أن
(١) أخت حذيفة بن اليمان: قيل هي فاطمة، وقيل هي خولة بنت اليمان.
وهو حسل ويقال حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن ابن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، العبسية، واليمان قيل حسل بن جابر، وقال ابن الكلبي: لقب جروة بن الحارث (أسد الغابة ٥: ٤٤٧، ٦٢٨، أسد الغابة ١: ٣٩٠).
(٢) طفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي الدوسي، قال ابن إسحاق: كان الطفيل بن عمرو الدوسي يحدث إنه قدم مكةورسول الله صلى الله عليه وسلم بها، فمشى إليه رجال من قريش - وكان شريفا شاعرا - وقالوا يا طفيل: إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل بين أظهرنا قد عضل بنا وفرق جماعتنا، وإنا نخشى عليك وعلى قومك فلا تكلمه ولا تسمع له. قال:
فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئا أو أكلمه حتى حشوت أذني كرسفا فرقا أن يبلغني من قوله، ثم غدوت إلى المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فأبى الله إلا أن يسمعني قوله. فسمعت كلاما حسنا حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فعرض على الاسلام وتلا على القرآن فأسلمت وقلت: يا رسول الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الاسلام، فقال اللهم اجعل له آية، فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثينة تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح.. ثم دعوت دوسا فأبطأوا عن الاسلام فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت: غلبني على دوس الربا - صنم لهم - فادع الله عليهم. فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أهد دوسا إلي، ارجع إلى قومك فادعهم، فلم أزل بأرض قومي دوس أدعوهم إلى الاسلام حتى هاجر بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت بالمدينة بتسعين أو ثمانين بيتا من دوس ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين، ثم لم يزل مع الرسول حتى حضر فتح مكة، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدا أهل الردة حتى فرغ من نجد، ثم مات شهيدا باليمامة رضي الله عنه (أسد الغابة ٣: ٥٤).