قال: فقدم النابغة السوق، فنزل عن راحلته، وجثا على ركبتيه، واعتمد على يديه وأنشد:
عرفت منازلا بعريقنات (1) * فأعلى الجزع للحي المبن (2) قال حسان: فقلت في نفسي: هلك الشيخ، ركب قافية صعبة قال: فوالله ما زال يحسن حتى أتى على آخرها، ثم نادى:
ألا رجل ينشد؟ قال: فتقدم قيس بن الخطيم (2) بين يديه فأنشد:
أتعرف رسما كاطراد المذاهب * لعمرة وحشا غير موقف راكب (4) حتى أتى على آخرها، فقال له النابغة: أنت أشعر الناس يا ابن أخي قال حسان: فدخلني بعض الفرق، وأني لأجد على ذلك في نفسي قوة، فتقدمت، فجلست بين يديه فقال: أنشد فوالله إنك لشاعر قبل أن تتكلم. فأنشدته: