مروان بلط ممر أبيه الحكم إلى المسجد، وكان قد أسن وأصابته ريح، فكان يجر رجليه فتمتلئ ترابا، فبلطه مروان لذلك السبب.
فأمره معاوية رضي الله عنه بتبليط ما سوى ذلك مما قارب المسجد، ففعل. وأراد أن يبلط بقيع الزبير، فحال ابن الزبير بينه وبين ذلك، وقال: تريد أن تنسخ اسم الزبير ويقال بلاط معاوية؟ قال:
فأمضى مروان البلاط، فلما حاذى دار عثمان بن عبيد الله ترك الرحبة التي بين يدي داره، فقال له عبد الرحمن بن عثمان: لئن لم تبلطها لأدخلنها في داري، فبلطها مروان.
(ذكر المرمر الذي بين يدي المنبر) * حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال: رأيت طنفسة كانت لعبد الله بن حسن بن حسن، تطرح قبالة المنبر على مرمر كان ثم قبل (أن) (1) يعمل هذا المرمر، فحبس عبد الله بن حسن في سنة أربعين ومائة وبقيت الطنفسة بعد حبسه أياما ثم رفعت. فلما ولي الحسن بن زيد بن حسن بن علي ابن أبي طالب المدينة في رمضان سنة خمسين ومائة غير ذلك المرمر وعمله ووسعه من جوانبه كلها حتى ألحقه بالسواري على ما هو عليه اليوم. فكلمه رجل كان فاضلا كان يصلي هناك يقال له أبو مودود عبد العزيز بن [أبي] (2) سليمان مولى الهذيل: أن يدع له مصلاه فتركه ولم يلحقه بالأساطين المقدمة. فالمرمر المرتفع حول المنبر