لأنه أول من تكلم بالعربية، واللسان الثاني ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم جرهم بن فالج وبنوه أنطقهم الله بالزبور فهم الثاني ممن تكلم بالعربية ولسانهم الزبور وكتابهم الزبور، واللسان الثالث ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم يقطن بن عامر وبنوه فأنطقوا بالزقزقة فهم الثالث ممن تكلم بالعربية ولسانهم الزقزقة وكتابهم الزقزقة، واللسان الرابع ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم مدين بن إبراهيم وبنوه فأنطقوا بالحويل فهم الرابع ممن تكلم بالعربية ولسانهم الحويل وكتابهم الحويل، واللسان الخامس ممن أنطق الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم يافش بن إبراهيم وإخوته فأنطقوا بالرشق فهم الخامس ممن تكلم بالعربية ولسانهم الرشق وكتابهم الرشق، واللسان السادس ممن أنطقه الله في عربة بلسان لم يكن قبلهم إسماعيل بن إبراهيم فأنطقوا بالمبين وهو السادس ممن تكلم بالعربية هو وبنوه ولسانهم المبين وكتابهم المبين وهو الغالب على العرب اليوم، فالمسند كلام حمير اليوم والزبور كلام بعض أهل اليمن وحضرموت والرشق كلام أهل عدن والجند والحويل كلام مهرة والزقزقة الأشعرون والمبين معد بن عدنان وهو الغالب على العرب كلها اليوم، قال: وكذلك أهل كل بلاد لا يقال فارسي إلا إن أنطقه الله بلسان لم يكن قبلهم ولا رومي ولا هندي ولا صيني ولا بربري، ألا ترى أن في بلاد فارس من أهل الحيرة وأهل الأنبار في بلاد الروم وأشباه هؤلاء فلا ينسبون إلى البلاد؟ والعربة أيضا: موضع بفلسطين كانت به وقعة للمسلمين في أول الاسلام، وقال أبو سفيان الأكلبي من خثعم، ويقال هو أكلب بن ربيعة بن نزار وإنهم دخلوا في خثعهم بحلف فصاروا منهم:
أبونا رسول الله وابن خليله * بعربة بوأنا، فنعم المركب أبونا الذي لم تركب الخيل قبله، * ولم يدر شيخ قبله كيف يركب وقال أسد بن الجاحل:
وعربة أرض جد في الشهر أهلها * كما جد في شرب النقاخ ظماء مجئ عربة في هذه الاشعار كلها ساكنة الراء دليل على أنها ليست ضرورة وأن الأصل سكون الراء.
العرجاء: وهو تأنيث الأعرج، وذو العرجاء:
أكمة كأنها مائلة، وقال أبو ذؤيب يصف حمرا:
وكأنها بالجزع بين نبايع * وألات ذي العرجاء نهب مجمع قال السكري: ألات ذي العرجاء مواضع نسبها إلى مكان فيه أكمة عرجاء فشبه الحمر بإبل انتهبت وحرفت من طوائفها، وحكي عن السكري:
العرجاء أكمة أو هضبة، وألاتها: قطع من الأرض حولها، وقال الباهلي: والعرجاء بأرض مزينة.
العرج: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وجيم، قال أبو زيد: العرج الكبير من الإبل، وقال أبو حاتم:
إذا جاوزت الإبل المائتين وقاربت الألف فهي عرج وعروج وأعراج، وقال ابن السكيت: العرج من الإبل نحو من الثمانين، وقال ابن الكلبي: لما رجع تبع من قتال أهل المدينة يريد مكة رأى دواب تعرج فسماها العرج، وقيل لكثير: لم سميت العرج عرجا؟ قال: يعرج به عن الطريق: وهي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف إليها ينسب العرجي الشاعر وهو عبد الله بن عمر بن عبد الله