تمضي على غلوائها * لا تستكين ولا تداهن واها لمعصمها المليح * وللسوالف والمغابن في كفها الورق الممسك * والمطيب والمداهن وزجاجة تدع الحكيم *، إذا انتشى، في زي ماجن أنعظت حين رأيتها، * واهتاج مني كل ساكن فسقى رباع الكسروية * بالجبال وبالمدائن دان يسف ربابه، * وتناله أيدي الحواصن إنما قاله لان صورتها مصورة في قصرها، كما ذكرناه في شبديز، وللشعراء فيها وفي صورتها التي هناك أشعار قد ذكرت بعضها في شبديز.
قصر الطوب: بضم الطاء، وآخره باء موحدة، وهو الآجر بلغة أهل مصر: بإفريقية، وقد ذكرته في طوب.
قصر الطين: بكسر الطاء، وآخره نون: من قصور الحيرة، وقصر الطين: قصر بناه يحيى بن خالد بباب الشماسية.
قصر العباس بن عمرو الغنوي: كان أميرا مشهورا في أيام المقتدر بالله يتولى أعمال ديار مضر في وزارة ابن الفرات، وأنفذ العباس بن عمرو في أيام المعتضد في سنة 278 إلى البحرين لقتال أبي سعيد الجنابي فالتقيا فظفر الجنابي وقتل جميع من كان مع العباس وأسر العباس ثم أطلقه ثم ولي عدة ولايات، ومات في سنة 305 وهو يتقلد أمور الحرب بديار مضر، فرتب مكانه وصيف البكتمري فلم يقدر على ضبط العمل فغزل وولي مكانه جني الصفواني، وقرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير: حدثني أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير البطيحة قال: كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلد ما بين سنجار ونصيبين ثم نزلنا فاستدعاني بعد النزول وقد نزل بقصر هناك مطل على بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي، فدخلت عليه وهو قائم في القصر يتأمل كتابة على الحائط، فلما وقع بصره علي قال: اقرأ ما ههنا، فتأملت فإذا على الحائط مكتوب:
يا قصر عباس بن عمرو * كيف فارقك ابن عمرك؟
قد كنت تغتال الدهور * فكيف غالك ريب دهرك واها لعزك بل لجودك * بل لمجدك بل لفخرك!
وتحته مكتوب: وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة 331 وهو سيف الدولة، وتحت ثلاثة أبيات:
يا قصر ضعضعك الزمان * وحط من علياء فخرك ومحا محاسن أسطر * شرفت بهن متون جدرك واها لكاتبها الكريم * وقدرها الموفي بقدرك!
وتحته: وكتب الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 362، قلت أنا: وهو أبو تغلب