حتى ملكوا من هذه القلعة ما ملكوا فصار السبب في اقتطاعهم الطرم عن قزوين وهي منها ومختلسة عنها ثم سمت بهم هماتهم إلى مواصلة حسنات وهسوذان ملك الديلم وقد ملك أربعين سنة فحين رأى أن سميران أخت قلعة الموت استجاب للوصلة وبهذا التواصل وتلك القلعة ملك آل كنكر باقي الآستانة أجمع فصار لهم ملك شطر الديلم فاحتاج ملوك آل وهسوذان إلى الانتصار على اللائحية، وهم الشطر الثاني بهذه الدولة، شجع المرزبان بن محمد على التلقب بالملك وتوغل بلاد أذربيجان وعنده أن سميران معونة متى ما نبت به الأرض وهذا وهسوذان على ما عرفت خوره وجزعه وكثرة إفساده على الأمير السعيد إنما كانت تلك القلعة مادة الباطنية وعيبه المناظرة وباسمها واصل عماد الدولة وتأكل أبهر وزنجان وأكثر قزوين وجميع سهرورد وبنى القلاع التي خلصت اليوم للدولة القاهرة ثم من ملك سميران فقد أضاف إلى ملك الديلم ملك من أعلى أسفيذروذ من الجبل، وليست المزية في ذلك بقليلة ولا المرزئة للأعداء بيسيرة ولا النباهة بخفيفة، فاجتهد يا سيدي وجد وبالغ واشتد ولا تستكثر بذلا ولا تستعظم جزلا ولا تستسرف ما تخرجه نقدا وتضمنه وعدا، فلو وزنت ألف ألف درهم ثم تملك سميران لكنت الرابح، وأوردت هذا الفصل بهذا الذكر فلو كتبت فيه أحمالا من البياض لكنت بعد في جانب التقصير والاقتصار، والله خير ميسر، نعم يا سيدي إن أثرك في حسبك عظيم وذكرك فخم وحديثك كالروض باكره القطر وراوحه الصبا ولكن ليس النجم كالشمس ولا القمر كالصبح ولا سميران كجناشك، ومتى تيسر هذا على يدك فقد حزت جمالا لا يمحى حتى تمحو السماء أثر الكواكب، والله حسبي ونعم الوكيل.
سمير: بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت ثم راء، وهو في المعنى الذي يسامرك أي يحدثك ليلا، كان ثبير، وهو جبل بمكة، يسمى في الجاهلية سميرا، والله أعلم.
سمير: بلفظ تصغير السمر: جبل في ديار طئ، قال زيد الخيل:
فسيرى يا عدى ولا تراعى، فحلى بين كرمل فالوحيد إلى جزع الدواهي ذاك منكم مغان فالخمائل فالصعيد وسيرى إن أردت إلى سمير فعودي بالسوائل والعهود وحلوا حيث ورثكم عدى مراد الخيل من ثمد الورود سميرم: بضم أوله، وفتح ثانيه، وسكون الياء المثناة من تحت ثم راء مفتوحة، وميم: بلدة بين أصبهان وشيراز في نصف الطريق، وهي آخر حدود أصبهان، ينسب إليها محمد بن السحن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي على الخطيب السميرمي، قدم أصبهان وسمع ابن مندة، وكان أديبا فاضلا ورعا، مات بسيرم في سلخ محرم سنة 503 وهو ابن 55 سنة، وينسب إليها أيضا أحمد بن إبراهيم أبو بكر السميرمي، سمع أبا عبد الله بن أبي حامد بأطرابلس، روى عنه أبو على الحسن بن محمد بن الحسن الساوي.
سميرة: كأنه تصغير سمرة: واد قرب حنين قتل فيه دريد بن الصمة، قتله ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة السلمي، ويقال