موضعان، المقصور منهما هو الذي في طريق مكة وليس فيه إلا الفتح، وفي حديث طليحة الأسدي لما ادعى النبوة أنه عسكر بسميراء هذه، بالمد، قال مطير بن أشيم الأسدي:
ألا ايها الركبان إن أمامكم سميراء ماء ريه غير مجهل رجالا مفاجير الأيور كأنما تساقوا إلى الجارات ألبان أيل وإن عليها إن مررتم عليهم أبيا وأباء وقيس بن نوفل وقال مرة بن عياش الأسدي:
جلت عن سميراء الملوك وغادروا بها شر قن لا يضيف ولا يقرى هجين نمير طالبا ومجالدا بنى كل زحاف إلى عرن القدر فلو أن هذا الحي من آل مالك إذا لم أجلى عن عيالهما الخضر قال: الذين جلوا عن سميراء هم رهط العلاء بنو حبيب بن أسامة من أسد وصار فيها بنو حجران الذين هجاهم قبيلة من بنى نصر.
سميران: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وآخره نون، وبعد الميم ياء مثناة من تحت ثم راء مهملة: قلعة حصينة على نهر عظيم جار بين جبال في ولاية تارم، خربها صاحب الموت، رأيتها وبها آثار حسنة تدل على أنها كانت من أمهات القلاع، قال مسعر بن المهلهل: وصلت إلى قلعة ملك الديلم المعروفة بسميران فرأيت من أبنيتها وعمارتها ما لم أره ولم أشاهده في غيرها من مواطن الملوك، وذلك أن فيها ألفين وثمانمائة ونيفا وخمسين دارا كبارا وصغارا، وكان محمد ابن مسافر صاحبها إذا نظر إلى سلعة حسناء أو عمل محكم سأل عن صانعه فإذا أخبر بمكانه أنفذ إليه من المال ما يرغب مثله فيه وضمن له أضعاف ذلك إذا صار إليه، فإذا حصل عنده منع أن يخرج من القلعة بقية عمره، وكان يأخذ أولاد رعيته فيسلمهم في الصناعات، وكان كثير الدخل قليل الخرج واسع ا لمال ذا كنوز عظيمة، فما زال على ذلك حتى أضمر أولاده مخالفته رحمة منهم لمن عندهم من الناس الذين هم في زي الأسارى، فخرج يوما في بعض متصيداته فلما عاد أغلقوا باب القلعة دونه وامتنعوا عليه، فاعتصم منهم بقلعة أخرى في بعض أعماله، وأطلقوا من كان عنده من الصناع، وكانوا نحو خمسة آلاف انسان، فكثر الدعاء لهم بذلك وأدركت ابنه الأوسط الحمية والأنفة أن ينسبه أبوه إلى العقوق وأنه رغب في الأموال والذخائر والكنوز فجمع جمعا عظيما من الديلم وخرج إلى أذربيجان فكان من أمره ما كان، وكان فخر الدولة بن ركن الدولة ملك هذه القلعة في سنة 379، وذلك أن ملكها انتهى إلى ولد نوح بن وهسوذان وهو طفل وأمه المستولية عليه فأرسل إليها فخر الدولة حتى تزوجها وزوج ابنها بواحدة من أقاربه وملك القلعة، وكان الصاحب قد أنفذ لحصارها وأخذ صاحبة المسكن عبده أبا على الحسن بن أحمد فتمادى أمره فكتب إليه كتابا في صفة هذه القلعة هذه نسخته أوردته ليعرف قدرها: ورد كتابك بحديث قلعة سميران وأنا أحسب أن أمرها خفيف في نفسك فلهذا أبسط القول وأشرح الخطاب وأبعث الرغبة وأدعو إلى الاجتهاد وأرهف البصيرة وأشحذ العزم، اعلم يا سيدي أن سميران ليست بقلعة وإنما هي مملكة وليست مملكة وإنما هي ممالك سأقول بما أعرف:
إن آل كنكر لم يكن قدمهم في الديلم ثابت الاطناب