وأسبابه أهلكن عادا وأنزلت عزيزا يغني فوق غرفة موكل وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران، وهي إلى دنيسر أقرب، بينهما نحو عشرة فراسخ، وفي رأس عين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلها في موضع فتصير نهر الخابور، وأشهر هذه العيون أربع: عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية، وفيها عين يقال لها خسفة سلامة، فيها سمك كبار ينظره الناظر كأن بينه وبينه شبرا ويكون بينه وبينه مقدار عشر قامات، وعين الصرار: هي التي نثر فيها المتوكل عشرة آلاف درهم ونزل أهل المدينة فأخذوها لصفاء الماء ولم يفقد منها شئ، فإنه يبين مع عمقها ما في قعرها للناظر من فوقها، وعمقها نحو عشرة أذرع، وربما أخذ منها الشئ اللطيف لصفائها، كذا قال أحمد بن الطيب لكني اجتزت أنا برأس عين ولم أر هذه الصفة، وتجتمع هذه العيون فتسقى بساتين المدينة وتدير رحيها ثم تصب في الخابور، وقال أحمد بن الطيب أيضا: وفيها عين مما يلي حران تسمى الزاهرية، كان المتوكل نزلها وبنى بها بناء، وكانت الزواريق الصغار تدخل إلى عين الزاهرية وإلى عين الهاشمية، وكان الناس يركبون فيها إلى بساتينهم وإلى قرقيسياء إن شاؤوا، قلت أنا:
أما الآن فليس هناك سفينة ولا يعرفها أهل رأس عين ولا أدرى ما سبب ذلك، فإن الماء كثير وهو يحمل سفينة صغيرة كما ذكروا، ولعل الهمم قصرت فعدم ذلك، قال: وبالقرب من عين الزاهرية عين كبريت يظهر ماؤها أخضر ليس له رائحة فيجرى في نهر صغير وتدور به ناعورة يجتمع مع عين الزاهرية في موضع واحد فيصبان جميعا من موضع واحد في نهر الخابور، والمشهور في النسبة إليها الرسعني، وقد نسب إليها الراسي، فممن اشتهر بذلك أبو الفضل جعفر بن محمد بن الفضل الراسي، يروى عن أبي نعيم، روى عنه أبو يعلى الموصلي وغيره، وهو مستقيم الحديث، وقال أبو القاسم الحافظ: جعفر بن محمد بن الفضل أبو الفضل الرسعني، سمع بدمشق أبا الجماهير محمد بن عثمان التنوخي وسليم بن عبد الرحمن الحمصي ومحمد بن حميد وعلي بن عياش وأبا المغيرة الحمصيين وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ومحمد بن كثير المصيصي وسعيد بن أبي مريم المصري ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني و عبد الله بن يوسف التنيسي وجماعة سواهم، روى عنه عبد الله ابن أحمد بن حنبل وأبو بكر الباغندي وزكرياء بن يحيى السجزي وأبو جعفر أحمد بن إسحاق البهلول وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الوراق الرسعني ومحمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني الحافظ وغيرهم، قال علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ: هو ثقة، وقال البشاري: لبس القول.
رأس ضان: بالضاد المعجمة: جبل في بلاد دوس له ذكر في حديث أبي هريرة.
رأس القنطرة: قد ذكر في القنطرة لان النسبة إليه قنطري.
رأس الكلب: جبل باليمامة، ويقال: إنما هي قارات تسمى رأس الكلب وقلعة بقومس أيضا تسمى رأس الكلب على يسار القاصد إلى نيسابور.
رأس كيفا: من ديار مضر بالجزيرة قرب حران، كان عبرته على السلطان ثلاثمائة ألف وخمسين ألف درهم، فتحها عياض بن غنم على مثل صلح الرها بعد