عنده حقد ولا غش ولا حسد لأحد ولا يواجه أحد بما يكره ولو آذاه وعاداه مع صدعه بالحق وقوة نفسه فيه لا يأخذه في الله لومة لائم، إذا قام في أمر لا يرده عنه أحد ولا يقوم شئ دونه، لا يهاب سلطانا ولا أميرا في قول الحق وان كان مرا، يتشدد في موضع الشدة ويلين في موضع اللين وكان رحمه الله تعالى كثير التلاوة إذا ركب وافر الحرمة والمهابة نقي العرض ماشيا على طريقة السلف الصالح من المواظبة على قيام الليل وصيام الأيام البيض من كل شهر والست من شوال والجلوس في محله بعد صلاة الصبح مع الصمت إلى أن ترتفع الشمس فيصلي الضحى وعلى الاسماع والأقراء والتدريس والتصنيف، وكان رحمه الله تعالى له وظائف من تدريس وتصدير وخطابة ومواعيد وغير ذلك بالقاهرة وحج مرات وجاور بالحرمين الشريفين وولي القضاء والخطابة مع الإمامة في المدينة الشريفة على الحال بها أفضل الصلاة والسلام وكان رحمه الله تعالى ذو فضائل جمة من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم والآداب ذو وضاءة ظاهرة وشكالة حسنة كأن في وجهه مصباحا من رآه علم أنه رجل صالح، له المؤلفات المفيدة المشهورة في علم الحديث والتخاريج الحسنة من ذلك (اخبار الاحياء بأخبار الاحياء) في أربع مجلدات فرغ من تسويده في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة قرأ عليه شيئا منه الحافظ عماد الدين بن كثير وقد بيض منه نحوا من خمسة وأربعين كراسا وصل فيها إلى أواخر الحج قرأ علي ذلك ابنه شيخنا الحافظ أبو زرعة احمد وينتهي ذلك إلى قوله الحديث الثامن والعشرون وقال صلى الله
(٢٢٩)