لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٢٥٨
الحسين بن المبارك الحنبلي (1) ان لم يكن سماعا قال أخبرنا أبو زرعة
(١) قال الحافظ الشمس محمد بن طولون الحنفي في الفهرست الأوسط عند ذكر أسانيده في صحيح البخاري: (الحنبلي على الأصح كما يؤخذ من ترجمته في طبقات الحنابلة لابن رجب لا الحنفي كما توهمه الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي وهو معذور فإنهما اخوان الحسين هذا والآخر الحسن ومتقاربا المولد والوفاة وسمعا الصحيح على شيخ واحد وقدما دمشقللحج) اه. وغاية ما عمله ابن رجب ان ترجمه في ذيله من غير نص خاص بمذهبه، والظاهر أن يعده حنبليا، ولكن قد يترجم في كتابه بعض من له أدنى صلة بالحنابلة كأن يرافقهم في الطلب أو يدرس في مدارسهم أو يأخذ منهم اما واهما أو متساهلا كما يقع مثل ذلك للتاج ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى وليس بجيد، وقد اغتر المصنف وابن طولون بظاهر صنيع ابن رجب حتى وهم الثاني الحافظ السخاوي الشافعي (المتفرغ للحديث وفنونه) لكن هذا التوهيم منقلب عليه من حيث إن أسرة الزبيديين هذه كلها من مشاهير الحنفية وقد ترجم الحافظ عبد القادر القرشي (الذي سمع الصحيح على الحجار وثلاثيات البخاري على الرشيد بن المعلم وكلاهما من أصحاب الحسين ابن المبارك الزبيدي) في طبقاته أبا عبد الله سراج الدين الحسين وأخاه أبا علي نور الدين الحسن وعمهما وجدهما ونص فيها على أنه وأخاه ممن سمع الصحيح على أبي الوقت فليس بمظنة ان يهم في ذلك وهو أعرف بشيخ شيخه من سواه وابن رجب انما يروي عن الأخوين بوسائط وهو انزل طبقة من القرشي ومن ثمة لم يعبأ السخاوي بصنيع ابن رجب ولا بقول المصنف مع صحبته له وقال في التبر المسبوك والضوء اللامع وغيرهما: رواية البدر العيني عن ابن الكشك عن الحجار عن الزبيدي من لطائف الاسناد فان الأربعة حنفيون اه. وأصاب، وأوقع ابن طولون فيما وقع صلته بنى فهد والحنابلة وتعويله على آرائهم، وكون الحسين بن المبارك ممن يدرس في مدرسة ابن هبيرة الوزير الحنبلي ومرافقته بعض الحنابلة في