من الرحلة في الحج أو طلب الحديث ففي سنة خمس وخمسين جاور مكة في الرجبية وحج واجتمع بالعلائي أيضا ولازمه وفي سنة ست وخمسين ارتحل إلى الإسكندرية وفي سنة ثمان وخمسين ارتحل إلى دمشق ثم رحل إليها ثالثا في سنة تسع وخمسين وفي هذه النوبة جال في طلب الحديث غالب البلاد التي بها الرواية حتى وصل إلى حلب وهم بالارتحال منها إلى بغداد فعاقه عن ذلك خوف الطريق مع قلة الرواة هنالك وفي سنة خمس وستين رحل بأولاده إلى الشام فأسمعهم بها وفي مدة اقامته في وطنه لم يكن له هو سوى السماع والتصنيف والافادة فتوغل في ذلك حتى أن غالب أوقاته أو جميعها لا يصرفها في غير الاشتغال في العلوم وكان رحمه الله تعالى إماما مفننا حافظا ناقدا متقنا قرأ بالروايات السبع وبرع بالحديث متنا وإسنادا وشارك في الفضائل وصار المشار إليه في الديار المصرية بالحفظ والاتقان والمعرفة تفقه بعدة منهم الشيخ عماد الدين محمد بن إسحاق البلبيسي والامام جمال الدين عبد الرحيم بن الحسين الأسنوي وعنه أخذ علم الأصول وعن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن بن اللبان وكان الأسنوي يستحسن كلامه في ذلك ويصغي إلى مباحثه فيه ويقول إن ذهنه صحيح لا يقبل الخطأ وكان يثني على فهمه ويمدحه بذلك وذكره في ترجمة الحافظ أبي الفتح ابن سيد الناس فقال: وشرح قطعة من الترمذي يعني ابن سيد الناس في نحو مجلدين وقد شرع في اكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي اكمالا مناسبا لأصله انتهى وحضر دروس الشيخ شمس الدين محمد بن عدلان
(٢٢٦)