وتوجهنا في طلبه فوجدناه في ناحية السقيا (1) قريبا من المزدلفة وهو يزحف على استه وقد تلف من الجوع والعطش وان معنا شئ من الزاد والماء فأعطيناه إياه فاستعمل منه قليلا وردت إليه روحه فحملناه على دابة وأتينا به منى فأقام بها أيام التشريق فلما انقضت نزل إلى مكة وأقام بها متوجها فلما كان صبح يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة قضى نحبه رحمه الله تعالى فصلى عليه من يومه عند باب الكعبة خطيب المسجد الحرام كمال الدين أبو الفضل النويري بعد فراغه من الصلاة ودفن بالمعلاة على والده وكان له مشهد عظيم رحمة الله تعالى عليه وتألم لموته جمع من الأخيار وتأسفوا لفقده فنسأل الله تعالى خير هذه المصيبة.
وقد رثاه صاحبنا الأديب الامام قطب الدين أبو الخير محمد بن عبد القوي البجائي المكي بقصيدة سمعناها منه أنشدت بحضرته بالمعلاة في اليوم الثالث من وفاته في ملا من المسلمين ثم قرأتها عليه بعد ذلك وهي هذه:
من للمحابر والأقلام والكتب * بعد ابن موسى ومن للعلم والأدب من للرواية أو من للدراية أو * من للقراءة من للجد في الطلب من لليراعة أو من للبراعة أو * من للوراعة من للهدي والقرب من للعقائد أو من للقواعد أو * من للفوائد من للجمع والنسب