وفي أواخر مرضه بأيام يسيرة عاده قاضي القضاة سعد الدين بن الديري الحنفي فسأله عن حاله فأنشده أربعة أبيات من قصيدة للامام أبي القاسم الزمخشري وهي:
قرب الرحيل إلى ديار الآخرة * فاجعل آلهي خير عمري آخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي * وارحم عظامي حين تبقى ناخره فأنا المسكين الذي أيامه * ولت بأوزار غدت متواتره فلئن رحمت فأنت أكرم راحم * فبحار جودك يا آلهي زاخره وقد رثاه جماعة من الفضلاء والأدباء النبلاء منهم الأديب شهاب الدين أبو الطيب أحمد بن محمد بن علي بن حسن عرف بالحجازي الأنصاري وضمن مرثيته هذه الأبيات فقال:
كل البرية للمنية صائره * وقفولها شيئا فشيئا سائره والنفس ان رضيت بذا ربحت وان * لم ترض كانت عند ذلك خاسره وأنا الذي راض بأحكام مضت * عن ربنا البر المهيمن صادره لكن سئمت العيش من بعد الذي * قد خلف الأفكار منا حائره هو شيخ الاسلام المعظم قدره * من كان أوحد عصره والنادرة قاضي القضاة العسقلاني الذي * لم ترفع الدنيا خصيما ناظره وشهاب دين الله ذي الفضل الذي * أربى على عدد النجوم مكاثره لا تعجبوا لعلوه فأبوه من * قبل علي في الدنا والآخرة هو كيمياء العلم كم من طالب * بالكسر جاء له فأضحى جابره