أقول لمن يشكو توقف نيلنا * سل الله يمدده بفضل وتأييد (وآخرها) وأنت فغفار الذنوب وستار العيوب * وكشاف الكروب إذا نودي وفي أثناء ذلك استسقى به أهل الديار المصرية فصلى بهم وخطبهم بخطبة بليغة ضمنها أحاديث المجلس المذكور وغيرها فرأوا البركة بعد ذلك من تراجع الأشياء بعد اشتدادها ولم تطل حياته بعد ذلك، وقد انتهت إليه رياسة الحديث ودرس بعدة أماكن وأفتى وحدث كثيرا بالحرمين ومصر والشام وأفاد وتكلم على العلل والاسناد ومعاني المتون وفقهها فأجاد وقصد من مشارق الأرض ومغاربها فرحل إليه للاخذ عنه والسماع الجم الغفير الكبير منهم والصغير فلازموه وانتفعوا به وكتب عنه جميع الأئمة من العلماء الاعلام والحفاظ ذوي الفضل والانتقاد مع الدين والورع والصيانة والعفاف والتواضع والعبادة والمروءة، ومحاسنه جمة، وتوفي تغمده الله برحمته في ليلة أو يوم الأربعاء ثامن شعبان المكرم سنة ست وثمانمائة بالقاهرة المعزية.
وفيها مات بمكة مسند الدنيا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق ابن إبراهيم بن يوسف الدمشقي الصوفي المؤذن شهر بالرسام في ليلة (1) سادس عشر شوال وله ست وثمانون سنة، وبصالحية