تلامذته، حضرت دروسه في الفقه والحديث وغير ذلك ولازمته مدة سنين من أول القرن إلى حين مات فانتفعت به وتخرجت، سمع منه الأئمة والحفاظ وانتفع به جماعة وكان رحمه الله تعالى منجمعا عن الناس ساكنا متواضعا صالحا دينا مع الوقار والسمت الحسن وسلامة الصدر له أوراد وعبادة لا يقطعها في طول الزمن، كتب بخطه الكثير وله تعاليق وفوائد، خرج لنفسه جزءا أوله المسلسل بالأولية وجزءا فيما يتعلق بزمزم حدث بهما غير مرة وكتب شرحا على مواضع من الحاوي الصغير وله الشعر الحسن سمعت عليه أساميه، ذكره شيخنا الحافظ أبو زرعة العراقي في ترجمة والده فيمن اخذ عنه فقال: والحافظ شيخ الحجاز الآن جمال الدين أبو حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة انتهى وكانت وفاته تغمده الله برحمته بمكة المشرفة ليلة الجمعة السادس عشر من شهر رمضان المعظم قدره سنة سبع عشرة وثمانمائة بمكة المشرفة ولم يخلف بها بعده مثله.
وفي هذه السنة مات بالقدس قاضيه بدر الدين حسن بن موسى ابن مكي الشافعي، والفقيه وجيه الدين عبد الرحمن بن أحمد الحصري الربعي، وبطابة قاضيها زين الدين عبد الرحمن بن علي بن يوسف الزرندي الحنفي في شهر ربيع الأول، وبمكة قاضيها عفيف الدين عبد الله بن صالح بن أحمد بن عبد الكريم الشيباني المكي الشافعي، وبالقاهرة مسندها جمال الدين عبد الرحيم بن علي بن محمد الكناني العسقلاني وله سبع وسنة، وبدمشق شمس الدين محمد بن محمد بن