شيخ الشافعية في زمانه وتميز في ذلك ووضع شيئا على الحاوي وكان قد حفظ أكثره في اثني عشر يوما ثم مله فتركه وقيل إنه حفظ جميعه في خمسة عشر يوما وحبب إليه هذا الفن فانهمك فيه وصرف أوقاته إليه حتى غلب عليه وصار مشهورا به فتقدم فيه وانتهت إليه رياسته في البلاد الاسلامية مع المعرفة والاتقان والحفظ بلا ريب ولا مرية بحيث انه لم يكن له فيه نظير في عصره شهد له بالتفرد فيه عدة من حفاظ عصره منهم السبكي والعلائي والعز بن جماعة وابن كثير والأسنائي فكانوا يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة وقد سبق كلام بعضهم وكان لديه فنون من العلم منها القراءات والفقه وأصوله والنحو واللغة والغريب وكان له ذكاء مفرط وسرعة حافظة حفظ من الالمام أربعمائة سطر في يوم واحد، قال القاضي عز الدين بن جماعة كل من يدعي الحديث في الديار المصرية سواه فهو مدع، وكان يراجعه فيما يهمه ويشكل عليه ومصنفه في تخريج أحاديث الرافعي مشحون في حواشيه بخطه يسأل من الشيخ عبد الرحيم عنه، وقال الحافظ تقي الدين بن رافع وهو بمكة في سنة ثلاث وستين وقد مر به الشيخ عبد الرحيم: ما في القاهرة محدث الا هذا والقاضي عز الدين بن جماعة فلما بلغه وفاة القاضي عز الدين وهو بدمشق قال ما بقي الآن بالقاهرة محدث الا الشيخ زين الدين العراقي وكان الشيخ جمال الدين الأسنائي يحث الناس على الاشتغال عليه وعلى كتابة مؤلفاته وينقل عنه في مصنفاته فمن ذلك أنه قال في كتابه (الهداية إلى أوهام الكفاية)
(٢٢٧)