لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٩٧
* (ابن رشد) * بضم الراء محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن أويس الفهري السبتي الامام العلامة الحافظ أبو عبد الله عالم الغرب سمع ببلده ثم ارتحل
المتظاهرين بمظاهر شتى مدة عصور للقضاء على هذا الدين الاسلامي الحنيف فاشتد ساعدهم بالدولة الفاطمية حتى أصبحت جمعياتهم السرية ودعاياتهم الفوضوية جهرية علنية في عهدهم فعمت الفوضى وانحلت العرى وأصبحت بلاد الاسلام طعمة شهية لا يغص بها حلوق الشرهين فاستولت الأعداء عليها من مغاربها ومشارقها واحتلوا ما احتلوا من أمهات بلاد الاسلام ومسلمو ذلك العهد لا يغارون على ما حل بهم حيث فقدوا شرائف الخصال من الاباء والشهامة والاخلاص للأسباب المذكورة ولولا أن قيض الله للدفاع عن بلاد المسلمين في مثل هذه الظروف الحرجة بطل الاسلام صلاح الدين الأيوبي وآله والدولة المستجدة الفتية بعدهم ودافعوا عنها دفاع المستميت لكاد الاسلام ان يكون أثرا بعد عين من توالي النكبات من ناحيتي الغرب والشرق في آن واحد، وبعد ان وفق الله هؤلاء الابطال المخلصين لجمع شمل المسلمين غب هذا الشتات ورفع راية العلم والمجد بعد تلك النكبات لم يكن من الحزم في شئ ان لا يسهروا على مصادر الشرور ومكامن الاخطار ولا سيما ان المارقين ودعاة الفوضى عادوا إلى كمونهم وأصبحت جمعياتهم سرية بعد انقضاء الدولة الفاطمية ومن أحاط خبرا بما هناك لا يرى المساهلة مع دعاتهم بعد انقضاء دولتهم ولا ان يتركوا يعيثون في الأرض بالفساد من غير وازع في مثل هذه الظروف لئلا يعيد التاريخ نفسه فينتكس هذا العلم المرفوع ويطرأ الشتات على هذا الشمل المجموع الا إذا كان سيئ الرأي في المسلمين