في كتاب الصداق عقيب كلام له: وسألت عنه صاحبنا الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر، وقال ولده شيخنا الحافظ أبو زرعة انه حكي له ان الامام جمال الدين بن هشام سأله عن شئ من علم الحديث فقال له كأنه كذا ثم انه لقيه بعد ذلك فقال الذي سألتموني عنه هو كما ذكرت لكم فقال له من حين قلت لي كأنه كذا تحققته، وحضر بدرسه في ألفية الحديث من أولها إلى آخرها الامام شهاب الدين احمد ابن النقيب بعد كتابته لها في شرحها له انه قال إن الحافظ أبا محمود المقدسي سمع منه شيئا في سنة خمس وأربعين وولع بتخريج أحاديث الاحياء وله من العمر قريب من العشرين سنة، وكان رحمه الله تعالى صالحا خيرا دينا ورعا عفيفا صينا متواضعا حسن النادرة والفكاهة منجمعا ذا أخلاق حسنة منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار قليل الكلام الا في محل الضرورة فإنه يكثر الانتصار تاركا لما لا يعنيه طارحا للتكلف شديد الاحتراز في الطهارة بحيث انه يناله بسببها مشقة شديدة لا يصده عن ذلك مرض ولا غيره وكان لا يلبس الا ما يتيقن طهارته بأن يطهره بيده أو يطهره له صاحبه شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي لا يعتمد في ذلك أصلا على غيره وله في ذلك أحوال عجيبة لا يخل في حضر ولا سفر ولا في صحة ولا مرض ولم يكن يخرجه الاحتياط في ذلك إلى الوسوسة وكان رحمه الله تعالى شديد التواضع لا يرى له على أحد فضلا كثير الحياء ليس بينه وبين أحد شحناء حليما واسع الصدر طويل الروح لا يغضب الا لأمر عظيم ويزول في الحال ليس
(٢٢٨)