لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - الصفحة ٩٦
المالكي فحكم بقتله وان تاب (1) وبقرية أم عبيدة المعمر شيخ البطايحية تاج الدين بن الرفاعي وله شهرة كبيرة وسن عالية.
(1) نسبته إلى باجربق بضم الجيم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وقاف كورة بين البقعاء ونصيبين على ما ذكر في معجم البلدان وفي هذا التاريخ صدر في حقه حكم القاضي المالكي الا انه تغيب وهرب إلى الشرق وعاد بعد وفاة القاضي متنكرا ومكث بالقاهرة مدة يتمخرق ثم انسحب أيضا إلى دمشق ونزل القابون فأقام به إلى أن مات في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة كما ذكره ابن كثير وابن حجر وغيرهما، وظن المصنف انه نفذ فيه الحكم وقت صدوره قال ابن كثير إليه تنسب الفرقة الضالة الباجربقية اه. وأنت ترى أشخاصا لا يتجاوزون عدد الأصابع طول قرنين بعد انقضاء الدولة الفاطمية يحالون إلى قضاة المالكية بتهم الزندقة والسعي في الفوضى فيحاكمونهم في محاكم شرعية علنية فيصدرون فيهم حكمهم بعد أن ثبتت فيهم التهمة ببينة عادلة لا تقع على برئ فينفذ فيهم حكم الله كأحمد بن البققي. وأحمد ابن صدقة، واحمد الروسي، وإسماعيل بن سعيد الكردي وعثمان الدكالي، والباجربقي، وناصر ابن الهيتي وغيرهم، وسبب احالتهم إلى المالكية ان الزنديق عندهم ينفذ فيه الحكم وان تاب بخلاف بقية المذاهب، وبقي ابن مخلد وابن المواز من المالكية يخالفان مالكا في ذلك. ولما استفحل أمر القرامطة كان الخلفاء ببغداد أخذوا بقول مالك في ذلك جريا مع مصلحة المسلمين على ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في العواصم، ومعلوم ما كان عليه المسلمون في عهد الفاطمية من التخاذل وافتكاك عرى الاخاء بينهم وانصرافهم زرافات ووحدانا نحو ميولهم البهيمية وأهوائهم السخيفة فاقدين الاحساسات الشريفة نحو دينهم وإخوانهم وبلادهم والمفاداة بالنفس والنفيس للمحافظة على كيانهم بخلاف ما كان عليه أسلافهم المخلصون، وذلك بمسعى المارقين المندسين بينهم سعيا متواصلا