للاخذ عن الأستاذ أبي حيان والاجتماع به فبلغه عنه سوء خلق وحط على الفقراء فغير عزمه عن ذلك غيرة للفقراء لصحبته إياهم وخدمته لهم فحصل له بذلك العناية التامة وانهمك في علم القراءات حتى نهاه عن ذلك قاضي القضاة عز الدين بن جماعة فقال له: انه علم كثير التعب قليل الجدوى وأنت متوقد الذهن فينبغي صرف الهمة إلى غيره وأشار عليه بالاشتغال في علم الحديث فأقبل حينئذ عليه وطلب بنفسه وذلك في سنة اثنتين وأربعين، وكان أول من قرأ عليه الشهاب أحمد بن البابا ثم أخذ علم الحديث عن علاء الشيخ الدين بن التركماني الحنفي وبه تخرج وانتفع فسمع عليه وعلى ابن شاهد الجيش صحيح البخاري وعلى ابن عبد الهادي صحيح مسلم وعلى أبي الفتح الميدومي جملة وهو أعلى من أخذ عنه مع أنه كان يمكنه ان يسمع من عدة من أصحاب النجيب ممن هو أكثر سماعا من الميدومي وأخذ عن جماعة من مشايخ مصر والقاهرة كمحمد بن علي القطرواني ومحمد بن إسماعيل ابن الملوك وابن الأكرم محمد بن عبد الله بن أبي البركات النعماني وابني الرفعة وعلي بن أحمد بن عبد المحسن ومحمد بن أبي القاسم الفارقي ومظفر العطار وأحمد بن محمد الرصدي والقاضي فخر الدين بن مسكين وأبي الحرم القلانسي وأبى الحسن العرضي (1) ومحمد بن أحمد بن أبي الربيع الدلاصي (2) وأبو القاسم
(٢٢٢)