جعفر. وولى عبد الله ابن الربيع الحارثي فاستقضى محمد بن عبد العزيز الزهري.
قال مسلمة بن ثابت: خرج إبراهيم بن عبد الله أول ليلة من شهر رمضان وخرجنا معه فأتى مقبرة بني يشكر، وتوافت إليه جماعة كنت فيهم، ثم سار حين أصبح فأتى دار الإمارة وبها سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب واليا، فسلم الدار من غير قتال.
فسمعت يسار بن عبيد الله قال: حضرت يومئذ وأقبل جعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي في مواليهما ومن انضم إليهما نحو من ثلاثة آلاف، فوجه إبراهيم الطهوي (1) فلقيهما في سكة المربد حضرة مسجد الحرورية، فلم يلبث جعفر ومحمد أن انكشفا.
وسمعت أبا مروان قال: حضرتهم يومئذ وجعل أصحاب جعفر ومحمد ينضحونهم بالنبل. قال: فنظرت إلى الطهوي وضع جبهته على قربوس سرجه وانتضى سيفه وشد على القوم، فضرب يد صاحب علمهم فأبانها وسقط العلم وانهزموا.
وصلى إبراهيم بالناس يوم الفطر، وأتاه نعي أخيه وهو على المنبر، ثم خرج إبراهيم عن البصرة واستخلف ابنه الحسن بن إبراهيم حتى أتى باجميرا (2) من سواد الكوفة، فلقيه عيسى بن موسى، فقتل إبراهيم في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة، وقتل معه بشير الرحال وجماعة كثيرة، وقد كان إبراهيم وجه المغيرة بن الفزع (3) التميمي أحد بني كعب بن سعد بن تميم إلى الأهواز، فأخذها بعد قتال شديد،