جلولاء (1) بأرض المغرب، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق، فكتب إليه معاوية بن حديج أن انصرف فانصرف، وقد كان أوهى الحائط فخر الحائط فانصرف بالناس راجعين، فقتل المقاتلة وسبى الذرية، ووجه ابن حديج جيشا فنزلوا على مدينة فسألوه الصلح فصالحهم، وانصرف في سنة إحدى وخمسين.
وفيها غزا يزيد بن معاوية أرض الروم ومعه أبو أيوب الأنصاري. وفيها دعا معاوية بن أبي سفيان أهل الشام إلى بيعة ابنه يزيد بن معاوية، فأجابوه وبايعوا يزيدا. وفيها شتا عبد الله بن عامر أرض الروم. وفيها قتل راشد بن عمر الجديدي بالهند. وأقام الحج يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.
[124 ظ] وفيها مات أبو أيوب الأنصاري بأرض الروم، وعبد الرحمن بن سمرة وصلى عليه زياد، وأبو موسى بالكوفة، والحكم بن عمرو الغفاري بخراسان، وراشد بن عمرو الجديدي بأرض الهند، والمغيرة بن شعبة. وفيها قدم الربيع بن زياد الحارثي خراسان من قبل زياد فغزا بلخا، وكانت أغلقت بعد الأحنف فصالحوا الربيع، ثم غزا الربيع قهستان ففتحها عنوة.
الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه قالا: وجمعت العراق لزياد سنة خمسين، فكان على شرطه بالبصرة عبد الله بن حصن أحد بني ثعلبة بن يربوع، وعلى شرطه بالكوفة شداد بن الهيثم الهلالي، وكاتب الخراج زاذان فروخ، وكاتب الرسائل عبد الرحمن بن أبي بكرة وجبير بن حية، وحاجبه مهران مولاه. ومات وهو ابن ثلاث وستين. وفيها قتل عمرو بن الحمق الخزاعي بالموصل، قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم.
يحيى بن عبد الرحمن عن ابن لهيعة قال: حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار قال: غزونا مع ابن حديج إفريقية فنفلنا النصف بعد الخمس. وفيها ولي زياد سنان بن سلمة بن المحبق ثغر الهند بعد قتل راشد.
فحدثنا أبو اليمان النبال قال: غزونا مع سنان القيقان، فجاءنا قوم كثير من العدو فقال سنان: أبشروا فأنتم بين خصلتين: الجنة والغنيمة، ثم أخذ سبعة أحجار وواقف القوم، قال: إذا رأيتموني قد حملت فاحملوا، فلما صارت الشمس في كبد السماء رمى بحجر في وجوه القوم وكبر، ثم رمى بها حجرا حجرا