مرحلة السطوح، وباشر في مرحلة البحث الخارج خلال أربع أو خمس سنوات.
ثم عاد إلى تبريز بطلب من والديه، فزاره في تبريز أحد أساتذته - وهو الميرزا محمود دوزدوزاتي - واقترح عليه أن يتوجه بلباس أهل العلم، فقبل الشيخ الوالد ذلك، وتعمم على يديه.
ثم تزوج الشيخ الوالد بعد سنة من اقامته في تبريز، وفي العام الأول من زواجه، عزم على العودة إلى النجف الأشرف، لمواصلة تحصيله العلمي، ومع أول قافلة عاد شيخنا الوالد إلى النجف الأشرف تاركا زوجته في تبريز، وبعض بضعة سنين من دراسته وتحصيله أكمل البحث الخارج، وحصل على إجازة الاجتهاد واستنباط الأحكام من عدد من علماء وأساتذة ومدرسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وتخصص في التحقيق العلمي ودخل مرحلة التأليف والتصنيف.
وفي هذه الفترة كان يتردد بين النجف وتبريز بين السنة والأخرى، وربما يبقى في تبريز مدة طويلة ليدرس، ويبلغ، ويعتلي المنابر ويخطب الناس ويرشدهم خاصة أيام الخميس والجمع، ويقيم الجماعة فيهم.
سألت سماحة الشيخ الوالد ذات مره عن البواعث التي دفعته إلى الكتابة بصورة عامة، وتأليفه كتاب " الغدير " بصورة خاصة، على رغم كثرة بحوثه العلمية، لا سيما في علوم التاريخ والأدب والاجتماع، إلى جانب مواصلته في بحوث الفقه والأصول، دراسة وتدريسا.
أجابني (رحمه الله) بقوله: عندما أنهيت دراستي العالية أخذت على نفسي أن لا أعيش على الحقوق الشرعية، وأن لا استلم الرواتب الشهرية التي يستلمها طلاب وأساتذة الحوزة العلمية، وأن أعمل وأعيش من مجال دراستي واختصاصي في حقلي البحث والتأليف والتحقيق، لذا توجهت إلى لثم أعتاب مرقد الإمام الطاهر أمير المؤمنين (عليه السلام). وبعد أداء مراسيم الزيارة، وقفت جانبا من الحرم المطهر، وصرت أعرض فكرتي على الإمام علي (عليه السلام) وأستلهم من مثاليته وحيويته الزخارة وهداه المستقيم...