وهناك جالت في ذاكرتي مواضيع شتى، ومشاريع متعددة، غير أني وجدتها صغيرة أو مطروقة، ورغبت أن أقوم ببحث ومشروع يخلده التاريخ، وتتشدق به الأجيال. وتستفيد منه القرون. ثم عرضت لي فكرت أن أكتب عن شخصية من رجالات العالم، وقابلتهم مع شخصية باب علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فرأيت الجميع اتجاه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ذرة أمام " طود شامخ " ولا يوجد أي نسبة قياس بينه وبينهم لأنه كان الإسلام المتحرك، والنموذج المتكامل، والمثالية الفذة في التاريخ بعد النبي الأقدس صلوات الله عليه، على الرغم من حساده وأعدائه الذين لم ينصفوه، وقابلوه بالنكران والنسيان، وما لاقاه على امتداد التأريخ، فعند ذلك شمرت عن ساعد الجد، وجندت نفسي وقواي للذب عنه وعن بيضة الإسلام، وأوصيك يا ولدي أن تكون كما أنا وتفعل كما فعلت.
رغم ما لكتاب " الغدير " من الأهمية العلمية التاريخية والشهرة العالمية، إلا أن الناس لم تطلع على محتواه بالشكل الصحيح، فإن فيه بحوثا اجتماعية وسياسية وتاريخية لم يدركها عامة الناس.
لقد تحمل العلامة الأميني صعوبات جمة من أجل تأليف كتابه " الغدير "، فلم تكن الكتب والمصادر في متناول يده، كما لم تكن الأموال متوفرة لديه لكي يشتري بها ما يحتاجه من الكتب، وهذه الأمور وغيرها جعلته يشعر بقيمة الكتاب والمصادر التي يحتاجها المحقق والمؤلف والكاتب مما دعاه إلى تأسيس مكتبة عامة في عاصمة العلم النجف الأشرف تكون في متناول الجميع، لا سيما طلاب العلوم وأساتذة الحوزة فضلا عن المحققين والكتاب والأدباء، وذلك بعد ما فرغ من وضع الأساس وتهيئة جميع مواد كتابه " الغدير "، حيث ضمت هذه المكتبة الآلاف من الكتب باللغة العربية، والفارسية، المخطوطة منها والمطبوعة، وغيرها من اللغات الأخرى، كالأوردو والفرنسية والانكليزية.
سؤال: كم استغرق من الزمن تأليف كتاب " الغدير "، وكيف الف؟
الجواب: لقد أخذ كتاب الغدير من عمر شيخنا الوالد ما يقرب من أربعين