ممكن الا بالوحي.
فقال هشام: صدقت، فاذن أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام وأبي بكر أيهما دفع أعادي النبي صلى الله عليه وآله بالسيف، وكذا أعداء الله تعالى، وكان غالب عمره مشغولا بالجهاد في ركابه المبارك وبعد وفاته، وقد اشتهر غزواته إلى أن نزل في حقه عليه السلام " لا فتى الا علي لا يسف الا ذو الفقار ".
فقال ضرار: أن ذلك مواظبته في هذه الأمور أكثر الا أن يقينه أتقن.
فأجاب هشام أن ذلك اخبار عن حال الباطن الذي في الاذعان بعدم الاطلاع عليه نحن وإياكم سيان، وقد فرضنا الكلام على هذا المرام، واعترفت بأن استقامة أمير المؤمنين عليه السلام بولاية الله ورسوله صلى الله عليه وآله أجل وأكثر من ولاية أبي بكر في الظاهر، فقال: نعم هو ظاهر الحال.
ثم قال هشام أنت معترف بأنه إذا كان باطن أحد موافقا لظاهره فله كمال الفضل والمزية، فصدقه ضرار، فقال هشام: أنت تعلم أن خاتم الأنبياء قال في حقه عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي، فقال ضرار: الله أعلم ذلك. فقال هشام: هل يجوز أن يقول الرسول صلى الله عليه وآله في حقه مثل هذا الكلام ولم يكن عنده في الباطن الايمان القوي؟ فقال: لا.
ثم قال هشام: فظهر من ذلك صحة ولايته في الظاهر والباطن، ولم يثبت لصاحبك أبي بكر صحة ولايته لا ظاهرا ولا باطنا.
ولا يخفى أن حاصل ايراد ضرار في هذا المقام هو الذي أورده الشارح الجديد للتجريد من علماء السنة بعد ذكر فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام التي ذكرها المصنف قدس سره، ونفى الكلام في كثرة مناقبه ووفور فضائله واتصافه بالكمالات واختصاصه بالكرامات، من أن ذلك غير دال على عزته وكرامته وثوابه عند الله. وأنت خبير بما في هذا الكلام من الضعف والاعتساف والتغرب عن جادة الصدق والانصاف.
أما أولا: أنه لا يذهب على عاقل أن استحقاق المثوبات وحصول القرب