في مسألة البراءة من ذلك الكتاب وكذا في مسألة الاستصحاب طائفة من القواعد المهمة كالعسر والحرج والضرر، وقاعدة القرعة والشك بعد الفراغ، وقاعدة اليد وتعارضها مع قاعدة السلطنة على الأموال إلى غير ذلك من القواعد المعتمدة عند أهل الصناعة، وكذا برز منه المبادي اللغوية والمفاهيم، ومسألة العام والخاص وحجية الاخبار، قد بسطنا الكلام في الكل وقد بينا فيها فساد ما ذهب إليه الاخبارية والقائلون بحجية الظنون الخاصة من الأدلة الخاصة، والقائلون بانفتاح باب العلم بحذافيره.
ثم شرعت في هذه السنة بتأليف هذا الكتاب الجامع للرجال والدراية وأصول الدين ومراتب المؤمنين وغيرهم. وقد كتبنا في سوالف الأيام تعليقات جيدة على زبدة الأصول، وكتابا مسمى ب " لب الأصول " ولم يتم وغير ذلك من الرسائل.
والى هنا انختم المقال، وقد كتب هذه الأوراق أصغر العباد وأحوجهم يوم التناد، خفيف الحسنات المثقل من السيئات الراجي جزيل المثوبات، مع قلة الزاد والمؤنات بل عديمهما، ابن السيد، السند العلوي الحسيني الموسوي محمد شفيع علي أصغر الجابلقي أصلا البروجردي مولدا وموقفا ومنشاءا في ليلة العشرين من الشهر الثاني من السنة الرابعة من العشر العاشر من المائة الثالثة من الألف الثاني من الهجرة النبوية على هاجرها آلاف ثناء وتحية، وكان مدة تأليف الكتاب تقريبا سنة كاملة، والله الموفق للسداد، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
وبحمده ومنه قد فرغت من استنساخ جميع الكتاب تصحيحا وتحقيقا وتعليقا عليه في اليوم الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة ألف وأربعمائة وعشرة هجرية على يد العبد الفقير السيد مهدي الرجائي في بلدة قم المقدسة حرم أهل البيت وعش آل محمد عليهم السلام.