نعم ما سلك في النهاية محتمل لما احتمله سبطه محمد بن إدريس الحلي، أو اقتصر على الفتوى بذكر نفس الروايات من دون الإشارة إلى البحث وايراد المعارضات واختلاف أقواله في كتبه أو في كتاب واحد غير ضائر. كيف وكم من مثله كثير، بل وأكثر العلماء بعد تجديد النظر وتجوال الفكر لعلهم يرتدعون ويذهبون إلى ما هو خلاف رأيهم الأول، وذلك غير عزيز، وتوهم انه من مزيد الاستعجال في التصنيف غريب عن السداد.
وبالجملة التفوه بمثل هذه المقالات الكاسدة بالنسبة إلى رئيس الاسلام وشيخ العلماء ومحي الدين بعد اندراسه مما لا يليق صدوره من جاهل فضلا عن عالم، كيف وهو ممن له الكرامات الظاهرة.
سمعت من الاساتيد انه طاب ثراه قد ترك زيارة أمير المؤمنين عليه السلام مع حضوره في الغري في مدة تأليف كتاب التهذيب وجمع أحاديثه، ولعلها على ما هو ببالي عشرون سنة، فاضطرب وتزلزل قلوب الشيعة في الشيخ، فزعموا خروجه عن المذهب، فاطلع على هذه الخيالات فصعد إلى سطح بيته وزار وسلم على الإمام عليه السلام ، فاستفاض بالجواب بحيث سمعوا صوته المبارك، فعلموا أن اشتغاله بذلك الامر انما هو من أمرهم واذنهم عليهم السلام وهو أهم من الزيارة وأقرب إلى الطاعة والعبادة.
ترجمة السيد الشريف المرتضى ومن التاسعة عشر أربعة:
أولهم: السيد السند أبو القاسم الملقب بالمرتضى المدعو بعلم الهدى علي بن أبي أحمد بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الموصوف ب " ذي المجدين " وهذا السيد ممن لا ينكر فضله وعلمه، وبيان مكارمه أجل من أن يستقصى.
فعن السيد الاجل الألمعي السيد علي صدر الدين الشيرازي في كتاب